الباحث القرآني

﴿ولِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ﴾ بِإتْقانِ حُجَجِهِ، وإحْكامِ بَراهِينِهِ، وضَعْفِ شُبَهِ المُعاجِزَيْنِ، وبُنِيَ فِعْلُهُ لِلْمَجْهُولِ تَعْظِيمًا لِثَمَرَتِهِ في حَدِّ ذاتِهِ لا بِالنِّسْبَةِ إلى مُعْطٍ مُعَيَّنٍ ﴿أنَّهُ﴾ أيِ الشَّيْءَ الَّذِي تَلَوْتَهُ أوْ حَدَّثْتَ بِهِ ﴿الحَقُّ﴾ أيِ الثّابِتُ الَّذِي لا يُمْكِنُ زَوالُهُ ﴿مِن رَبِّكَ﴾ أيِ المُحْسِنِ إلَيْكَ بِتَعْلِيمِكَ إيّاهُ، فَإنَّ الحَقَّ كُلَّما جُودِلَ أهْلُهُ ظَهَرَتْ حُجَجُهُ، وأسْفَرَتْ وُجُوهُهُ، ووَضَحَتْ بَراهِينُهُ، وغَمَرَتْ لُجَجُهُ، كَما قالَ تَعالى ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا ويَهْدِي بِهِ كَثِيرًا﴾ [البقرة: ٢٦] ﴿فَيُؤْمِنُوا بِهِ﴾ لِما ظَهَرَ لَهم مِن صِحَّتِهِ بِما ظَهَرَ مِن ضَعْفِ تِلْكَ الشُّبَهِ ﴿فَتُخْبِتَ﴾ أيْ تَطْمَئِنُّ وتَخْضَعُ ﴿لَهُ قُلُوبُهُمْ﴾ وتَسْكُنُ بِهِ قُلُوبُهُمْ، فَإنَّ اللَّهَ جَعَلَ فِيها السِّكِّينَةَ فَجَعَلَها زُجاجِيَّةً صُلْبَةً صافِيَةً رَقِيقَةً بَيْنَ المائِيَّةِ والحَجَرِيَّةِ، نافِعَةً بِفَهْمِ العَلَمِ وحِفْظِهِ والهِدايَةِ بِهِ لِمَن يَقْبَلُ عَنْهم مِنَ الضّالِّينَ كَما يَنْفَعُ الخُبْثُ بِقَبُولِ طائِفَةٍ مِنهُ لِطائِفَةٍ مِنَ الماءِ، وإنْباتِ ما يُقَدِّرُهُ اللَّهُ مِنَ الكِلاءِ وغَيْرِهِ وحِفْظِ طائِفَةٍ أُخْرى لِطائِفَةٍ أُخْرى مِنهُ لِشُرْبِ الحَيَوانِ ﴿وإنَّ اللَّهَ﴾ بِجَلالِهِ وعَظَمَتِهِ لَهادِيهِمْ، ولَكِنَّهُ أظْهَرَ تَنْبِيهًا عَلى سَبَبِ العِلْمِ فَقالَ: ﴿لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ في (p-٧٤)جَمِيعِ ما يُلْقِيهِ أوْلِياءُ الشَّيْطانِ ﴿إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ يَصِلُونَ بِهِ إلى مَعْرِفَةِ بُطْلانِهِ، فَيُوصِلُهم ذَلِكَ إلى سَعادَةِ الدّارَيْنِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب