الباحث القرآني

ولَمّا قَدَّمَ سُبْحانَهُ أنَّ الضّالَّ المُضِلَّ لَهُ خِزْيٌ في الدُّنْيا، وقَدَّمَ أنَّهُ يَدْفَعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ويَنْصُرُهُمْ، وساقَ الدَّلِيلَ الشُّهُودِيَّ عَلى ذَلِكَ لِمَن كانَ جامِدَ الفَهْمِ، مُقَيَّدًا بِالوَهْمِ، بِالقُرى الظّالِمَةِ الَّتِي أنْجَزَ هَلاكَها، وخَتَمَ بِإنْكارِ عَماهم عَنْ ظاهِرِ الآياتِ البَيِّناتِ، قالَ عاطِفًا عَلى ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ﴾ [الحج: ٨] مُعَجِّبًا مِنهم ومُوَضِّحًا لِعَماهُمْ: ﴿ويَسْتَعْجِلُونَكَ﴾ ويَجُوزُ وهو أحْسَنُ أنْ تَكُونَ هَذِهِ الجُمْلَةُ حالًا مِن فاعِلِ ﴿يَسِيرُوا﴾ [الحج: ٤٦] فَيَكُونُ مِمّا أنْكَرَ عَلَيْهِمْ ﴿بِالعَذابِ﴾ الَّذِي تَتَوَعَّدُهم بِهِ تَكْذِيبًا واسْتِهْزاءً، ( و ) الحالُ أنَّهُ ”لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ“ الَّذِي لا كُفُؤَ لَهُ ﴿وعْدَهُ﴾ فَلا بُدَّ مِن وُقُوعِهِ لَكِنَّ الطَّوِيلَ عِنْدَهم مِنَ الزَّمَنِ قَصِيرٌ عِنْدَهُ، وقَدْ يُنْجِزُ الوَعْدَ وقَدْ يُؤَخِّرُهُ بَعْدَ الوَعِيدِ إلى حِينِ يَوْمٍ أوْ أقَلَّ أوْ أكْثَرَ، لِأنَّ قَضاءَهُ سَبَقَ أنَّهُ لا يَكُونُ إلّا فِيهِ لِحِكَمٍ يُظْهِرُها لِمَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ ﴿وإنَّ يَوْمًا﴾ أيْ واحِدًا ﴿عِنْدَ رَبِّكَ﴾ أيِ المُحْسِنِ إلَيْكَ بِتَأْخِيرِ (p-٦٧)العَذابِ عَنْهم إكْرامًا لَكَ ﴿كَألْفِ سَنَةٍ﴾ ولَمّا كانَ المَقْصُودُ هُنا التَّطْوِيلَ، فَعَبَّرَ بِالسَّنَةِ تَنْبِيهًا عَلَيْهِ؛ ولَمّا كانَتِ السُّنُونَ قَدْ تَخْتَلِفُ قالَ: ﴿مِمّا تَعُدُّونَ﴾ لِأنَّ أيّامَكم تُناسِبُ أوْهامَكُمْ، وأزْمانَكم تُناسِبُ شَأْنَكُمْ، وهو حَلِيمٌ لا يَسْتَطِيلُ الزَّمانَ، وقادِرٌ لا يَخافُ الفَوْتَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب