الباحث القرآني

ولَمّا ذَكَرَ التَّسْخِيرَ بِالتَّسْبِيحِ، أشارَ إلى تَسْخِيرِ الحَدِيدِ الَّذِي هو (p-٤٥٧)أقْوى تُرابِ الجِبالِ وأصْلَبُهُ وأصْفاهُ فَقالَ: ﴿وعَلَّمْناهُ﴾ [أيْ بِعَظَمَتِنا] ﴿صَنْعَةَ لَبُوسٍ﴾ قالَ البَغْوِيُّ: وهو في اللُّغَةِ اسْمٌ لِكُلِّ ما يُلْبَسُ ويُسْتَعْمَلُ في الأسْلِحَةِ كُلِّها، وهو كالجُلُوسِ والرُّكُوبِ. ﴿لَكُمْ﴾ أيْ لِتَلْبَسُوهُ في حَرْبِكُمْ، وألَنّا لَهُ في عَمَلِهِ الحَدِيدَ لِيَجْتَمِعَ لَهُ إلى العِلْمِ سُهُولَةُ العَمَلِ فَيَأْتِي كَما يُرِيدُ ﴿لِتُحْصِنَكُمْ﴾ أيِ اللَّبُوسُ أوْ داوُدُ أوِ اللَّهُ عَلى قِراءَةِ الجَماعَةِ في حِصْنٍ مانِعٍ، وهو مَعْنى قِراءَةِ النُّونِ الدّالِّ عَلى مَقامِ العَظَمَةِ عِنْدَ أبِي بَكْرٍ عَنْ عاصِمٍ ورُوَيْسٍ عَنْ يَعْقُوبَ، وقِراءَةُ أبِي جَعْفَرٍ وابْنِ عامِرٍ وحَفْصٍ بِالفَوْقانِيَّةِ لِلدُّرُوعِ نَظَرًا إلى الجِنْسِ ﴿مِن بَأْسِكُمْ﴾ الكائِنِ مِمّا يَحْصُلُ مِن بَعْضِكم لِبَعْضٍ مِن شَدائِدِ الحَرْبِ لا مِنَ البَأْسِ كُلِّهِ ﴿فَهَلْ أنْتُمْ شاكِرُونَ﴾ لَنا عَلى ذَلِكَ لِتُوَحِّدُونا وتُؤْمِنُوا بِأنْبِيائِنا؛ قالَ البَغْوِيُّ: قالَ قَتادَةُ: أوَّلُ مَن صَنَعَ الدُّرُوعَ وسَرَدَها وحَلَقَها داوُدُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وكانَتْ مِن قَبْلُ صَفائِحَ، والدِّرْعُ يَجْمَعُ الخِفَّةَ والحَصانَةَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب