الباحث القرآني

ولَمّا أتَمَّ سُبْحانَهُ قِصَّةَ لُوطٍ المُناسِبَةَ لِقِصَّةِ الخَلِيلِ عَلَيْهِما السَّلامُ بِحِجارَةِ الكِبْرِيتِ، ولِقِصَّةِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالماءِ الَّذِي غُمِرَتْ بِهِ قُراهُ السَّبْعُ، أتْبَعَ ذَلِكَ قِصَّةَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذِي سَخَّرَ لَهُ [مِنَ -] الماءِ ما لَمْ يُسَخِّرْهُ (p-٤٥٢)لِغَيْرِهِ لِغَمْرِهِ جَمِيعَ الأرْضِ دانِيها وقاصِيها، واطِيها وعالِيها، فَقالَ: ﴿ونُوحًا إذْ﴾ أيِ اذْكُرْهُ حِينَ ﴿نادى﴾ أيْ دَعا رَبَّهُ ﴿أنِّي مَغْلُوبٌ فانْتَصِرْ﴾ [القمر: ١٠] و﴿لا تَذَرْ عَلى الأرْضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّارًا﴾ [نوح: ٢٦] ونَحْوَهُ مِنَ الدُّعاءِ. ولَمّا كانَ دُعاؤُهُ لَمْ يَسْتَغْرِقِ الأزْمِنَةَ الماضِيَةَ، أثْبَتَ الجارَّ فَقالَ: ﴿مِن قَبْلُ﴾ أيْ مِن قَبْلِ لُوطٍ ومَن تَقَدَّمَهُ ﴿فاسْتَجَبْنا﴾ أيْ أرَدْنا الإجابَةَ وأوْجَدْناها بِعَظَمَتِنا ﴿لَهُ﴾ في ذَلِكَ النِّداءِ؛ [ثُمَّ سَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ قَوْلَهُ -]: ﴿فَنَجَّيْناهُ﴾ [أيْ بِعَظَمَتِنا تَنْجِيَةً عَظِيمَةً -] ﴿وأهْلَهُ﴾ الَّذِينَ أدامَ ثَباتَهم عَلى الإسْلامِ وصِلَتَهم بِهِ ﴿مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ﴾ مِنَ الأذى والغَرَقِ؛ قالَ أبُو حَيّانَ: والكَرْبُ: أقْصى الغَمِّ، والأخْذُ بِالنَّفْسِ، وهو هُنا الغَرَقُ، عَبَّرَ عَنْهُ بِأوَّلِ أحْوالِ ما يَأْخُذُ الغَرِيقَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب