الباحث القرآني

ولَمّا كانُوا في غايَةِ التَّعْظِيمِ لِأصْنامِهِمْ لِرُسُوخِ أقْدامِهِمْ في الجَهْلِ، لَمْ يَقَعْ في أوْهامِهِمْ قَطُّ أنَّ إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ يُقْدِمُ عَلى ما قالَ، وعَلى تَقْدِيرِ إقْدامِهِ الَّذِي هو عِنْدَهم مِن قَبِيلِ المُحالِ لا يَقْدِرُ عَلى ذَلِكَ، فَتَوَلَّوْا إلى عِيدِهِمْ، وقَصَدَ هو ما كانَ عَزَمَ عَلَيْهِ فَشَمَّرَ في إنْجازِهِ تَشْمِيرًا يَلِيقُ بِتَعْلِيقِهِ اليَمِينَ بِالِاسْمِ الأعْظَمِ ﴿فَجَعَلَهُمْ﴾ أيْ عَقِبَ تَوَلِّيهِمْ ﴿جُذاذًا﴾ قِطَعًا مُهَشَّمَةً مُكَسَّرَةً مُفَتَّتَةً، مِنَ الجَذِّ وهو القَطْعُ ﴿إلا كَبِيرًا﴾ واحِدًا ﴿لَهُمْ﴾ أيْ لِلْأصْنامِ أوْ لِعُبّادِها فَإنَّهُ لَمْ يَكْسِرْهُ وجَعَلَ الفَأْسَ مَعَهُ ﴿لَعَلَّهُمْ﴾ أيْ أهْلَ الضَّلالِ ﴿إلَيْهِ﴾ وحْدَهُ ﴿يَرْجِعُونَ﴾ عِنْدَ إلْزامِهِ لَهم بِالسُّؤالِ فَتَقُومُ عَلَيْهِمُ الحُجَّةُ، إذْ لَوْ تَرَكَ غَيْرَهُ مَعَهُ لَرُبَّما زَعَمُوا أنَّ كُلًّا يَكِلُ الكَلامَ إلى الآخَرِ عِنْدَ السُّؤالِ لِغَرَضٍ مِنَ الأغْراضِ، فَلَمّا عادُوا إلى أصْنامِهِمْ فَوَجَدُوها عَلى تِلْكَ الحالِ عُلِمَ أنَّهُ لا بُدَّ لَهم عِنْدَ ذَلِكَ مِن أمْرٍ هائِلٍ، فاسْتُؤْنِفَ الإخْبارُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب