الباحث القرآني
ولَمّا كانَ مَقْصُودُ السُّورَةِ الدَّلالَةَ عَلى القُدْرَةِ عَلى ما اسْتَبْعَدَهُ العَرَبُ مِن إعادَةِ الحَيَوانِ بَعْدَ كَوْنِهِ تُرابًا، وبَدَأ ذِكْرَ الأنْبِياءِ بِمَن صَرَفَهُ في العَناصِرِ الأرْبَعَةِ كَما تَقَدَّمَ قَصُّ ذَلِكَ مِنَ التَّوْراةِ في [سُورَتَيِ البَقَرَةِ والأعْرافِ] إشارَةً إلى مَنِ اسْتَبْعَدَ عَلَيْهِ ما جَعَلَهُ إلى بَعْضِ عَبِيدِهِ (p-٤٣٣)أعْمى النّاسِ، تَلاهُ مِنَ الأنْبِياءِ بِمَن سَخَّرَ لَهُ واحِدًا مِن تِلْكَ العَناصِرِ، مُرَتِّبًا لَهم عَلى الأخَفِّ في ذَلِكَ فالأخَفِّ عَلى سَبِيلِ التَّرَقِّي، فَبَدَأهم بِذِكْرِ مَن سَخَّرَ لَهُ عُنْصُرَ النّارِ، مَعَ التَّنْبِيهِ لِلْعَرَبِ عَلى عَماهم عَنِ الرُّشْدِ بِإنْكارِهِ لِلشِّرْكِ بِعِبادَةِ الأوْثانِ عَلى أبِيهِ وغَيْرِهِ، ودُعائِهِمْ إلى التَّوْحِيدِ، والمُجاهَدَةِ في اللَّهِ عَلى ذَلِكَ حَقَّ الجِهادِ، وهو أعْظَمُ آباءِ الرّادِّينَ لِهَذا الذِّكْرِ، والمُسْتَمْسِكِينَ بِالشِّرْكِ تَقْلِيدًا لِلْآباءِ، إثْباتًا لِلْقُدْرَةِ الباهِرَةِ الدّالَّةِ عَلى التَّوْحِيدِ الدّاعِي إلَيْهِ جَمِيعُ هَؤُلاءِ الأصْفِياءِ، هَذا مَعَ مُشارَكَتِهِ بِإنْزالِ الصُّحُفِ عَلَيْهِ لِمُوسى ومُحَمَّدٍ عَلَيْهِما الصَّلاةُ والسَّلامُ ومُشارَكَتِهِ لَهُما في الهِجْرَةِ، وإذا تَأمَّلْتَ ما في سُورَتَيِ الفُرْقانِ والشُّعَراءِ ازْدادَ ما قُلْتُهُ وُضُوحًا، فَإنَّهُ لَمّا أخْبَرَ تَعالى أنَّهم قالُوا ﴿لَوْلا نُـزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً﴾ [الفرقان: ٣٢] بَدَأ بِقِصَّةِ مُوسى الَّذِي كَتَبَ لَهُ رَبُّهُ في الألْواحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ، وقَوْمُهُ مُقِرُّونَ بِعَظَمَةِ كِتابِهِ وأنَّهُ أُوتِيَ مِنَ الآياتِ ما بَهَرَ العُقُولَ، وكَفَرَ بِهِ مَعَ ذَلِكَ [كَثِيرٌ مِنهم -]. ولَمّا قالَ في الشُّعَراءِ ﴿وما يَأْتِيهِمْ مِن ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ﴾ [الشعراء: ٥] الآيَةَ كَما هُنا، صَنَعَ كَما صَنَعَ هُنا مِنَ البَداءَةِ بِقِصَّةِ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ وإيلائِها ذِكْرَ إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقالَ تَعالى: ﴿ولَقَدْ آتَيْنا﴾ [بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ -] ﴿إبْراهِيمَ رُشْدَهُ﴾ أيْ صَلاحَهُ (p-٤٣٤)وإصابَتَهُ وجْهَ الأمْرِ واهْتِداءَهُ إلى عَيْنِ الصَّوابِ وأدَلِّ الدَّلالَةِ وأعْرَفِ العُرْفِ وأشْرَفِ القَصْدِ الَّذِي جَلَبْناهُ عَلَيْهِ؛ وقالَ الرّازِيُّ في اللَّوامِعِ: والرُّشْدُ قُوَّةٌ بَعْدَ الهِدايَةِ - انْتَهى. وأضافَهُ إلَيْهِ إشارَةً إلى أنَّهُ رُشْدٌ يَلِيقُ بِهِ عَلى عُلُوِّ مَقامِهِ وعِظَمِ شَأْنِهِ لا جَرَمَ ظَهَرَ عَلَيْهِ أثَرُ ذَلِكَ مِن بَيْنِ أهْلِ ذَلِكَ الزَّمانِ كُلِّهِمْ فَآثَرَ الإسْلامَ عَلى غَيْرِهِ مِنَ المِلَلِ ﴿مِن قَبْلُ﴾ أيْ قَبْلَ مُوسى وهارُونَ عَلَيْهِما السَّلامُ ﴿وكُنّا﴾ [بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ -] ﴿بِهِ﴾ ظاهِرًا وباطِنًا ﴿عالِمِينَ﴾ بِأنَّهُ جِبِلَّةً خَيْرٌ يَدُومُ عَلى الرُّشْدِ ويَتَرَقّى فِيهِ إلى أعْلى دَرَجاتِهِ لِما طَبَعْناهُ عَلَيْهِ بِعَظَمَتِنا مِن طَبائِعِ الخَيْرِ؛ وتَعْلِيقُ
{"ayah":"۞ وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَاۤ إِبۡرَ ٰهِیمَ رُشۡدَهُۥ مِن قَبۡلُ وَكُنَّا بِهِۦ عَـٰلِمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











