الباحث القرآني

ولَمّا غَلَوْا في الِاسْتِهْزاءِ فَكانُوا أجْهَلَ الجَهَلَةِ بِاسْتِحالَةِ المُمْكِنِ، اسْتَأْنَفَ الجَوابَ عَنْ كَلامِهِمْ بِنَفْيِ العِلْمِ عَنْهم في الحالِ والمَآلِ دُونَ المُعايَنَةِ عَلى طَرِيقِ التَّهَكُّمِ والِاسْتِهْزاءِ بِهِمْ: ﴿لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وذَكَرَ المَفْعُولَ بِهِ فَقالَ: ﴿حِينَ﴾ أيْ لَوْ تَجَدَّدَ لَهم عِلْمٌ ما بِالوَقْتِ الَّذِي يَسْتَعْجِلُونَ بِهِ؛ وذَكَرَ ما أُضِيفَ إلَيْهِ ذَلِكَ الوَقْتُ فَقالَ: ﴿لا يَكُفُّونَ﴾ (p-٤٢٢)أيْ فِيهِ بِأنْفُسِهِمْ ﴿عَنْ وُجُوهِهِمُ﴾ الَّتِي هي أشْرَفُ أعْضائِهِمُ ﴿النّارَ﴾ اسْتِسْلامًا -] وضَعْفًا وعَجْزًا ﴿ولا عَنْ ظُهُورِهِمْ﴾ الَّتِي هي أشَدُّ أجْسادِهِمْ، فَعُرِفَ مِن هَذا أنَّها قَدْ أحاطَتْ بِهِمْ وأنَّهم لا يَكُفُّونَ عَنْ غَيْرِ هَذَيْنِ مِن بابِ الأوْلى ﴿ولا هم يُنْصَرُونَ﴾ أيْ ولا يَتَجَدَّدُ لَهم نَصْرٌ ظاهِرًا ولا باطِنًا بِأنْفُسِهِمْ ولا بِغَيْرِهِمْ، لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا مِن ذَلِكَ الكُفْرِ والِاسْتِهْزاءِ والِاسْتِعْجالِ، ولَكِنَّهم لا يَعْلَمُونَ ذَلِكَ بِنَوْعٍ مِن أنْواعِ العِلْمِ إلّا عِنْدَ الوُقُوعِ لِأنَّهُ لا أمارَةَ لَها قاطِعَةٌ بِتَعْيِينِ وقْتِها ولا تَأْتِي بِالتَّدْرِيجِ كَغَيْرِها، وهَذا مَعْنى
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب