الباحث القرآني

ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ [بَيانًا لِما في الذِّكْرَيْنِ -]: ولَوْ أقْبَلُوا عَلى الذِّكْرِ لَعَلِمُوا أنّا أوْحَيْنا إلَيْكَ في هَذا الذِّكْرِ أنَّهُ لا إلَهَ إلّا أنا، ما أرْسَلْناكَ إلّا لِنُوحِيَ إلَيْكَ ذَلِكَ، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ: ﴿وما أرْسَلْنا﴾ أيْ بِعَظَمَتِنا. ولَمّا كانَ الإرْسالُ بِالفِعْلِ غَيْرَ مُسْتَغْرِقٍ لِلزَّمانِ المُتَقَدِّمِ لِأنَّهُ كَما أنَّ الرِّسالَةَ لا يَقُومُ بِها كُلُّ أحَدٍ، فَكَذَلِكَ الإرْسالُ لا يَصْلُحُ لَهُ كُلُّ زَمَنٍ، أثْبَتَ الجارَّ فَقالَ: ﴿مِن قَبْلِكَ﴾ وأعْرَقَ في النَّفْيِ فَقالَ: ﴿مِن رَسُولٍ﴾ في شِيَعِ الأوَّلِينَ ﴿إلا نُوحِي إلَيْهِ﴾ مِن عِنْدِنا ﴿أنَّهُ لا إلَهَ إلا أنا﴾ ولَمْ يَقُلْ: نَحْنُ، لِئَلّا يَجْعَلُوها وسِيلَةً إلى شُبْهَةٍ، ولِذا قالَ: ﴿فاعْبُدُونِ﴾ بِالإفْرادِ، وتَرَكَ التَّصْرِيحَ بِالأمْرِ بِالتَّخْصِيصِ بِالعِبادَةِ لِفَهْمِهِ مِنَ المَقامِ والحالِ، فَإنَّهم كانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَعْبُدُونَهُ ولَكِنَّهم يُشْرِكُونَ تَنْبِيهًا عَلى أنَّ كُلَّ عِبادَةٍ فِيها شَوْبُ شِرْكٍ عَدَمٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب