الباحث القرآني

﴿لا تَرْكُضُوا﴾ وصَوَّرَ التَّهَكُّمَ بِهِمْ بِأعْظَمِ صُورَةٍ فَقالَ: ﴿وارْجِعُوا﴾ إلى قَرْيَتِكم ﴿إلى ما﴾ ولَمّا كانَ التَّأْسِيفُ إنَّما هو عَلى العَيْشِ الرّافِهِ لا عَلى كَوْنِهِ مِن مُعْطٍ مُعَيَّنٍ، بَنى لِلْمَفْعُولِ قَوْلَهُ: ﴿أُتْرِفْتُمْ فِيهِ﴾ أيْ مِنها، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ بُنِيَ لِلْمَجْهُولِ إشارَةً إلى غَفْلَتِهِمْ عَنِ العِلْمِ لِمَن أتْرَفَهم أوْ إلى أنَّهم كانُوا يَنْسُبُونَ [نِعْمَتَهم -] إلى قُواهُمْ، ولَوْ عَدُّوها مِنَ اللَّهِ لَشَكَرُوهُ فَنَفَعَهم. ولَمّا كانَ أعْظَمَ ما يُؤْسَفُ عَلَيْهِ بَعْدَ العَيْشِ النّاعِمِ المَسْكَنُ، [قالَ-]: ﴿ومَساكِنِكُمْ﴾ أيِ الَّتِي كُنْتُمْ تَفْتَخِرُونَ بِها عَلى الضُّعَفاءِ مِن عِبادِي بِما أتْقَنْتُمْ مِن بِنائِها، وأوْسَعْتُمْ مِن فِنائِها، وعَلَّيْتُمْ مِن مَقاعِدِها، وحَسَّنْتُمْ مِن مَشاهِدِها ومَعاهِدِها ﴿لَعَلَّكم تُسْألُونَ﴾ في (p-٣٩٦)الإيمانِ بِما كُنْتُمْ تُسْألُونَ، فَتَأْبَوْا بِما عِنْدَكم مِنَ الأنَفَةِ ومَزِيدِ الحَمِيَّةِ والعَظَمَةِ، أوْ تُسْألُونَ في الحَوائِجِ والمُهِمّاتِ، كَما يَكُونُ الرُّؤَساءُ في مَقاعِدِهِمُ العَلِيَّةِ، ومَراتِبِهِمُ البَهِيَّةِ، فَيُجِيبُونَ سائِلَهم بِما شاؤُوا عَلى تُؤَدَةٍ وأحْوالِ مَهْلٍ تُخالِفُ أحْوالَ الرّاكِضِ العَجِلِ ﴿أوَلَمْ تَكُونُوا أقْسَمْتُمْ مِن قَبْلُ ما لَكم مِن زَوالٍ﴾ [إبراهيم: ٤٤]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب