الباحث القرآني

ولَمّا كانَ مِنَ المَقْطُوعِ بِهِ مِن كَوْنِ الشَّكِّ إنَّما هو في القُرْبِ أوِ البُعْدِ أنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: لَكِنَّهُ مُحَقَّقُ الوُجُودِ، لِأنَّ اللَّهَ واحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ، وقَرِيبٌ عِنْدَ اللَّهِ، لِأنَّ كُلَّ ما حَقَّقَ إيجادَهُ قَرِيبٌ، عَلَّلَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿إنَّهُ﴾ أيِ اللَّهَ تَعالى ﴿يَعْلَمُ الجَهْرَ﴾ ولَمّا كانَ الجَهْرُ قَدْ يَكُونُ في الأفْعالِ، بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿مِنَ القَوْلِ﴾ مِمّا تُجاهِرُونَهُ [بِهِ -] مِنَ العَظائِمِ وغَيْرِ ذَلِكَ، [ونَبَّهَ اللَّهُ تَعالى عَلى ذَلِكَ لِأنَّ مِن أحْوالِ الجَهْرِ أنْ تَرْتَفِعَ الأصْواتُ جِدًّا بِحَيْثُ تَخْتَلِطُ ولا يُمَيَّزُ بَيْنَها ولا يَعْرِفُ كَثِيرٌ مِن حاضِرِيها ما قالَهُ أكْثَرُ القائِلِينَ، فَأعْلَمَ سُبْحانَهُ أنَّهُ لا يَشْغَلُهُ صَوْتٌ (p-٥١٣)عَنْ آخَرٍ ولا يَفُوتُهُ شَيْءٌ عَنْ ذَلِكَ ولَوْ كَثُرَ -] ﴿ويَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ﴾ مِمّا تُضْمِرُونَهُ مِنَ المَخازِي كَما قالَ تَعالى أوَّلَها ﴿قالَ رَبِّي يَعْلَمُ القَوْلَ في السَّماءِ والأرْضِ﴾ [الأنبياء: ٤] ومِن لازِمِ ذَلِكَ المُجازاةُ عَلَيْهِ بِما يَحِقُّ لَكم مِن تَعْجِيلٍ وتَأْجِيلٍ، فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ يُخَيِّبُ ظُنُونَكم ويُحَقِّقُ ما أقُولُ، فَتَقْطَعُونَ بِأنِّي صادِقٌ عَلَيْهِ ولَسْتُ بِساحِرٍ، ولا حالِمٍ ولا كاذِبٍ [ولا شاعِرٍ-]، فَهو مِن أبْلَغِ التَّهْدِيدِ فَإنَّهُ لا أعْظَمَ مِنَ التَّهْدِيدِ بِالعِلْمِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب