الباحث القرآني
ولَمّا ذَكَرَ صِدْقَهُ في الوَعْدِ وسُهُولَةَ الأفْعالِ عَلَيْهِ، وكانَ مِن مَحَطِّ كَثِيرٍ مِمّا مَضى أنَّ مَن فَعَلَ [ما لا يُرْضِي اللَّهَ غَيَّرَ عَلَيْهِ، كائِنًا مَن كانَ، ومَن فَعَلَ ] ما أمَرَهُ بِهِ نَصَرَهُ وأيَّدَهُ ولَوْ بَعْدَ حِينٍ، كَما أُشِيرَ إلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعالى ﴿قالَ رَبِّي يَعْلَمُ القَوْلَ في السَّماءِ والأرْضِ﴾ [الأنبياء: ٤] وما بَعْدَهُ [مِن أشْكالِهِ -]، [حَتّى خَتَمَ بِقَوْلِهِ ﴿أوَلَمْ يَرَوْا أنّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُها﴾ [الرعد: ٤١] الآيَةِ -]، قالَ تَعالى عاطِفًا عَلى ﴿لَقَدْ أنْـزَلْنا إلَيْكم كِتابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾ [الأنبياء: ١٠] وما عَطَفَ عَلَيْهِ مِن أشْباهِهِ مُذَكِّرًا بِما وعَدَ عَلى لِسانِ داوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ: ﴿ولَقَدْ كَتَبْنا﴾ [أيْ -] عَلى عَظَمَتِنا الَّتِي نُفُوذُها مُحَقَّقٌ لا تَخَلُّفَ لَهُ أصْلًا ﴿فِي الزَّبُورِ﴾ أيِ الَّذِي أنْزَلْناهُ عَلى داوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ.
[ولَمّا كانَ المَكْتُوبُ المُشارُ إلَيْهِ لَمْ يَسْتَغْرِقْ ما بَعْدَ الذِّكْرِ المُرادِ مِن هَذا الزَّبُورِ- ]، [أشارَ إلى التَّبْعِيضِ بِإثْباتِ الجارِّ فَقالَ-]: (p-٤٩١)﴿مِن بَعْدِ الذِّكْرِ﴾ أيِ الكَلامِ الدّاعِي إلى اللَّهِ تَعالى الدّالِّ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعاءِ والمَواعِظِ والتَّسْبِيحِ والتَّمْجِيدِ الَّذِي ابْتَدَأْنا [بِهِ -] الزَّبُورَ ﴿أنَّ الأرْضَ﴾ أيْ جِنْسَها الشّامِلَ لِبِقاعِ أرْضِ الدُّنْيا كُلِّها ولِأرْضِ المَحْشَرِ والجَنَّةِ وغَيْرِ ذَلِكَ مِمّا يَعْلَمُهُ اللَّهُ ﴿يَرِثُها عِبادِيَ﴾ وحَقَّقَ ما أفادَتْهُ إضافَتُهم إلَيْهِ مِنَ الخُصُوصِ بِقَوْلِهِ: ﴿الصّالِحُونَ﴾ أيِ المُتَخَلِّقُونَ بِأخْلاقِ [أهْلِ -] الذِّكْرِ، المُقْبِلِينَ عَلى رَبِّهِمُ، المُوَحِّدِينَ لَهُ، المُشْفِقِينَ مِنَ السّاعَةِ، الرّاهِبِينَ مِن سَطْوَتِهِ، الرّاغِبِينَ في رَحْمَتِهِ، الخاشِعِينَ لَهُ - كَما أشَرْنا إلَيْهِ بِقَوْلِنا ﴿قالَ رَبِّي يَعْلَمُ القَوْلَ﴾ [الأنبياء: ٤] وما ضاهاهُ وبِذِكْرِ ما سَلَفَ في هَذِهِ السُّورَةِ مِن شاهِدِ ذَلِكَ مِن قِصَصِ هَؤُلاءِ الأنْبِياءِ الَّذِينَ ضَمَّنّاها بَعْضَ أخْبارِهِمْ دَلالَةً عَلى أنَّ العاقِبَةَ لِمَن أرْضانا ﴿لَنُهْلِكَنَّ الظّالِمِينَ﴾ [إبراهيم: ١٣] ﴿ولَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرْضَ مِن بَعْدِهِمْ﴾ [إبراهيم: ١٤] ﴿إنَّ الأرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ﴾ [الأعراف: ١٢٨] ﴿أُولَئِكَ هُمُ الوارِثُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠] ﴿الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ﴾ [المؤمنون: ١١] وفي هَذا إشارَةٌ بِالبِشارَةِ بِأنَّهُ تَعالى يُورِثُ هَذِهِ الأُمَّةَ عَلى ضَعْفِها ما أوْرَثَ داوُدَ وابْنَهُ سُلَيْمانَ عَلَيْهِما الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى ما أعْطاهُما [مِنَ -] القُوَّةِ مِن إلانَةِ الحَدِيدِ والرِّيحِ والحَيَواناتِ كُلِّها مِنَ الجِنِّ والإنْسِ والوَحْشِ (p-٤٩٢)والطَّيْرِ وغَيْرِ ذَلِكَ، والمُرادُ بِهَذا الكَلامِ - واللَّهُ أعْلَمُ - ظاهِرُهُ، فَإنَّهُ ابْتَدَأ سُبْحانَهُ الزَّبُورَ بِالأذْكارِ والمَواعِظِ إلى أنْ قالَ في المَزْمُورِ السّادِسِ والثَّلاثِينَ وهو قَبْلَ رُبْعِهِ - هَذا اللَّفْظَ بِعَيْنِهِ. بَيانُ ذَلِكَ:
المَزْمُورُ الأوَّلُ: طُوبى لِلرَّجُلِ الَّذِي لا يَتْبَعُ رَأْيَ المُنافِقِينَ، ولَمْ يَقِفْ في طَرِيقِ الخاطِئِينَ، ولَمْ يَجْلِسْ في مَجالِسِ المُسْتَهْزِئِينَ، لَكِنْ في نامُوسِ الرَّبِّ مَشِيئَتِهِ، وفي سُنَنِهِ يَتْلُو لَيْلًا ونَهارًا، فَيَكُونُ كَمِثْلِ الشَّجَرَةِ المَغْرُوسَةِ عَلى مَجارِي المِياهِ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَتَها في حِينِها، ووَرَقُها لا يَنْتَثِرُ، وكُلُّ ما يَعْمَلُ يُتِمُّ، [لَيْسَ-] كَذَلِكَ المُنافِقُونَ، بَلْ كالهَباءِ الَّذِي تَذْرِيهِ الرِّياحُ عَنْ وجْهِ الأرْضِ، فَلِهَذا لا يَقُومُ المُنافِقُونَ في القَضاءِ ولا الخَطَأةُ في مَجْمَعِ الصِّدِّيقِينَ، لِأنَّ الرَّبَّ عالِمٌ بِطَرِيقِ الأبْرارِ، وطَرِيقُ المُنافِقِينَ تُبِيدُ.
المَزْمُورُ الثّانِي: لِماذا ارْتَجَّتِ الشُّعُوبُ؟ وهُدَّتِ الأُمَمُ بِالباطِلِ؟ قامَتْ مُلُوكُ الأرْضِ ورُؤَساؤُها وائْتَمَرُوا جَمِيعًا عَلى الرَّبِّ وعَلى مَسِيحِهِ [قائِلِينَ -] لِنَقْطَعْ أغْلالَهُما ونُلْقِ عَنّا سَيْرَهُما. السّاكِنُ في السَّماءِ (p-٤٩٣)يَضْحَكُ بِهِمْ، والرَّبُّ يَمْقُتُهُمْ، حِينَئِذٍ يُكَلِّمُهم بِغَضَبِهِ، وبِسُخْطِهِ يُذْهِلُهُمْ، أنا أقَمْتُ مَلِكًا مِنهم عَلى صِهْيُونَ جَبَلِ قُدْسِهِ، لِأُخْبِرَ مِيثاقَ الرَّبِّ، الرَّبُّ قالَ لِي: أنْتَ ابْنِي، أنا اليَوْمَ ولَدْتُكَ، سَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الشُّعُوبَ، مِيراثَكَ وسُلْطانَكَ عَلى أقْطارِ الأرْضِ، تَرْعاهم بِقَضِيبٍ مِن حَدِيدٍ، ومِثْلَ آنِيَةِ الفَخّارِ تَسْحَقُهُمْ، مِنَ الآنَ تَفْهَمُوا أيُّها المُلُوكُ! تَأدَّبُوا يا جَمِيعَ قُضاةِ الأرْضِ! اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَشْيَةٍ، سَبِّحُوهُ بِرِعْدَةٍ، الزَمُوا الأدَبَ لِئَلّا يَسْخَطَ الرَّبُّ عَلَيْكم فَتَضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ العادِلَةِ، إذا ما تَوَقَّدَ رِجْزُهُ عَنْ قَلِيلٍ، طُوباهُمُ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ.
المَزْمُورُ الخامِسُ: اسْتَمِعْ يا رَبُّ قَوْلِي داعِيًا، وكُنْ لِدُعائِي مُجِيبًا، وأنْصِتْ إلى صَوْتِ تَضَرُّعِي، فَإنَّكَ مَلِكِي وإلَهِي، وإنِّي لَكَ أُصَلِّي في غُدْواتِي، اسْتَمِعْ يا رَبُّ طَلِبَتِي لِأقِفَ أمامَكَ بِالغَداةِ وتَرانِي، لِأنَّكَ إلَهٌ لا تَرْضى الإثْمَ، ولا يَحِلُّ في مَساكِنِكَ شِرِّيرٌ، ولا يَثْبُتُ مُخالِفُو وصاياكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، أبْغَضْتَ جَمِيعَ عامِلِي الإثْمِ، وأبَدْتَ كُلَّ النّاطِقِينَ بِالكَذِبِ؛ الرَّجُلُ السّافِكُ الدِّماءِ الغاشُّ الرَّبُّ يَرْذُلُهُ، وأنا بِكَثْرَةِ (p-٤٩٤)رَحْمَتِكَ أدْخُلُ بَيْتَكَ، وأسْجُدُ في هَيْكَلِ قُدْسِكَ مُسْتَشْعِرًا بِخَشْيَتِكَ، اهْدِنِي يا رَبُّ بِعَدْلِكَ، ومِن أجْلِ أعْدائِي سَهِّلْ أمامَكَ طَرِيقِي، فَإنَّهُ لَيْسَ في أفْواهِهِمْ صِدْقٌ، بَلِ الإثْمُ في قُلُوبِهِمْ، حَناجِرُهم قُبُورٌ مُفَتَّحَةٌ، وألْسِنَتُهم غاشَّةٌ، دِنْهم يا اللَّهُ! ومِثْلَ كَثْرَةِ نِفاقِهِمُ ارْفُضْهم لِأنَّهم أسْخَطُوكَ يا رَبُّ، ويَفْرَحُ بِكَ جَمِيعُ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ، وإلى الأبَدِ يُسَرُّونَ، وفِيهِمْ تَحِلُّ بَرَكَتُكَ، ويَفْتَخِرُ بِكَ كُلُّ مُحِبِّي اسْمِكَ، لِأنَّكَ يا رَبُّ تُبارِكُ الصِّدِّيقَ، وكَمِثْلِ سِلاحِ، المَسَرَّةِ كَلَّلْتَنا.
المَزْمُورُ السّادِسُ: يا رَبُّ! لا تُبَكِّتْنِي بِغَضَبِكَ، ولا تُؤَدِّبْنِي بِزَجْرِكَ، ارْحَمْنِي يا رَبُّ فَإنِّي ضَعِيفٌ، اشْفِنِي يا رَبُّ فَإنَّ عِظامِي قَلِقَتْ، ونَفْسِي جَزِعَتْ جِدًّا، وأنْتَ نَجِّ نَفْسِي وخَلِّصْنِي بِرَحْمَتِكَ، فَلَيْسَ في المَوْتى مَن يَذْكُرُكَ، ولا في الجَحِيمِ مَن يَشْكُرُكَ، تَعِبْتُ في تَنَهُّدِي، أُحَمِّمُ في كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي، وبِدُمُوعِي أبُلُّ فِراشِي، ذَبُلَتْ مِنَ السُّخْطِ عَيْنايَ، ابْعُدُوا عَنِّي يا جَمِيعَ عامِلِي الإثْمِ، فَإنَّ الرَّبَّ سَمِعَ صَوْتَ بُكائِي، الرَّبُّ سَمِعَ صَوْتَ تَضَرُّعِي، الرَّبُّ قَبِلَ صَلاتِي، يُخْزَوْنَ ويُبْهَتُونَ جَمِيعُ أعْدائِي، ويَتَضَرَّعُونَ ويَسْقُطُونَ جِدًّا عاجِلًا. (p-٤٩٥)وفِي المَزْمُورِ التّاسِعِ: أشْكُرُكَ يا رَبُّ مِن كُلِّ قَلْبِي، وأقُصُّ جَمِيعَ عَجائِبِكَ، أفْرَحُ وأُسَرُّ بِكَ، وأُرَتِّلُ لِاسْمِكَ العَلِيِّ حِينَ تَوَلِّي أعْدائِي عَلى أدْبارِهِمْ يَضْعُفُونَ ويَبِيدُونَ مِن بَيْنِ يَدَيْكَ، لِأنَّكَ قَضَيْتَ لِي وانْتَقَمْتَ لِي، اسْتَوَيْتَ عَلى العَرْشِ يا دَيّانَ الحَقِّ، زَجَرْتَ الشُّعُوبَ، أبَدْتَ المُنافِقَ أسْقَطْتَ اسْمَهُ إلى الأبَدِ وإلى أبَدِ الأبَدِ، لِأنَّكَ أبَدْتَ سِلاحَ العَدُوِّ، وأفْنَيْتَ مَدائِنَهُ، وأزَلْتَ ذِكْرَها، الرَّبُّ دائِمٌ إلى الأبَدِ، أعَدَّ كُرْسِيَّهُ لِلْقَضاءِ لِيَقْضِيَ لِلْمَسْكُونَةِ بِالعَدْلِ، ويَدِينَ الشُّعُوبَ بِالِاسْتِقامَةِ.
المَزْمُورُ الثّانِي عَشَرَ: حَتّى مَتى يا رَبُّ تَنْسانِي إلى التَّمامِ؟ حَتّى مَتى يا رَبُّ تَصْرِفُ وجْهَكَ عَنِّي؟ حَتّى مَتى تَتْرُكُ هَذِهِ الأفْكارَ في نَفْسِي والهُمُومَ والأوْجاعَ في قَلْبِي النَّهارَ كُلَّهُ؟ حَتّى مَتى يَعْلُو عَدُوِّي عَلَيَّ؟ انْظُرْ إلَيَّ واسْتَجِبْ لِي يا رَبِّي وإلَهِي! أنِرْ عَيْنِي لِئَلّا أنامَ مَيِّتًا، ولِئَلّا يَقُولَ عَدُوِّي: إنِّي عَلَيْهِ قَدْ قَدَرْتُ، والمُضْطَهِدُونَ [لِي -] يَفْرَحُونَ إذا أنا زَلَلْتُ، وأنا عَلى رَحْمَتِكَ تَوَكَّلْتُ، قَلْبِي بِخَلاصِكَ يَفْرَحُ، أُرَتِّلُ الرَّبَّ الَّذِي صَنَعَ لِي حَسَنًا، وأُسَبِّحُ اسْمَ الرَّبِّ العالِي.
المَزْمُورُ الرّابِعَ عَشَرَ: يا رَبُّ مَن يَسْكُنُ في مَسْكَنِكَ أوْ مَن يَحُلُّ في طَوْرِ قُدْسِكَ؟ ذاكَ الَّذِي يَمْشِي بِلا عَيْبٍ ويَعْمَلُ البِرَّ ويَتَكَلَّمُ في قَلْبِهِ (p-٤٩٦)بِالحَقِّ، ولا يَغُشُّ بِلِسانِهِ أحَدًا، ولا يَصْنَعُ بِقَرِيبِهِ سُوءًا، ولا يَلْتَمِسُ لِجِيرانِهِ عارًا، عَيْناهُ تَشْنَأُ الأثَمَةَ، يُمَجِّدُ أتْقِياءَ الرَّبِّ، يَحْلِفُ لِقَرِيبِهِ ولا يَكْذِبُ، ولا يُعْطِي فِضَّتَهُ بِالرِّبا، ولا يَقْبَلُ الرِّشْوَةَ عَلى الأزْكِياءِ، الَّذِي يَفْعَلُ هَذا يَدُومُ ولا يَحُولُ إلى الأبَدِ.
المَزْمُورُ السّادِسَ عَشَرَ: اسْتَمِعْ يا اللَّهُ بِبَرِّي، وانْظُرْ إلى تَواضُعِي، وأنْصِتْ لِصَلاتِي مِن شَفَتَيْنِ غَيْرِ غاشَّتَيْنِ، مِن قُدّامِكَ يَخْرُجُ قَضائِي، عَيْناكَ تَنْظُرانِ الِاسْتِقامَةَ، بَلَوْتَ قَلْبِي وتَعاهَدْتَنِي، جَرَّبْتَنِي فَلَمْ تَجِدْ فِيَّ ظُلْمًا، ولَمْ يَتَكَلَّمْ فَمِي بِأعْمالِ الشَّرِّ، مِن أجْلِ كَلامِ شَفَتَيْكَ حُفِظَتْ طُرُقٌ صَعْبَةٌ لِكَيْما يَشْتَدَّ في سُبُلِكَ نُهُوضِي ولا تَزِلَّ خُطايَ، وإذا ما دَعَوْتُكَ اسْتَجِبْ لِي، اللَّهُمَّ أنْصِتْ إلَيَّ سَمْعَكَ، وتَقَبَّلْ دُعائِي يا مُخَلِّصَ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ، خَلِّصْنِي بِيَمِينِكَ مِنَ المُضادِّينَ [لِي -]، احْفَظْنِي مِثْلَ حَدَقَةِ العَيْنِ، وبِظِلالِ جَناحِكَ ظَلِّلْنِي، مِن وجْهِ المُنافِقِينَ الَّذِينَ أجْهَدُونِي، وأعْدائِي الَّذِينَ اكْتَنَفُوا نَفْسِي، تَفَقَّدَتْ شُحُومُهُمْ، وتَكَلَّمَتْ أفْواهُهم بِالكِبْرِياءِ، عِنْدَما أخْرَجُونِي أحاطُوا بِي، نَصَبُوا عُيُونَهم لِيَضْرِبُوا بِيَ الأرْضَ، اسْتَقْبَلُونِي مِثْلَ الأسَدِ المُسْتَعِدِّ لِلْفَرِيسَةِ، ومِثْلَ الشِّبْلِ الَّذِي يَأْوِي في خُفْيَةٍ، قُمْ يا رَبُّ! أدْرِكْهم وعَرْقِلْهُمْ، ونَجِّ نَفْسِي مِنَ المُنافِقِينَ، ومِن سَيْفِ (p-٤٩٧)أعْدائِكَ، اللَّهُمَّ عَنْ قُرْبٍ شَتِّتْهم في الأرْضِ، اقْسِمْهم في حَياتِهِمُ.
المَزْمُورُ السّابِعَ عَشَرَ: أُحِبُّكَ يا رَبُّ قُوَّتِي! الرَّبُّ رَجائِي ومَلْجَئِي ومُخَلِّصِي إلَهِي عَوْنِي، عَلَيْهِ تَوَكُّلِي، ساتِرِي وخَلاصِي وناصِرِي، أُسَبِّحُ الرَّبَّ وأدْعُوهُ، أنْجُو مِن أعْدائِي، لِأنَّ غَمَراتِ المَوْتِ اكْتَنَفَتْنِي، وأوْدِيَةَ الأثَمَةِ أفْزَعَتْنِي، أحاطَتْ بِي أهْوالُ الجَحِيمِ، شِباكُ المَوْتِ أدْرَكَتْنِي، وعِنْدَ شِدَّتِي دَعَوْتُ الرَّبَّ، وإلى إلَهِي صَرَخْتُ، سَمِعَ مِن هَيْكَلِ قُدْسِهِ صَوْتَ دُعائِي، أمامَهُ يَدْخُلُ إلى مَسامِعِهِ، تَزَلْزَلَتِ الأرْضُ وارْتَعَدَتْ، تَحَرَّكَتْ أساساتُ الجِبالِ وتَزَعْزَعَتْ مِن أجْلِ أنَّ الرَّبَّ غَضِبَ عَلَيْها، صَعِدَ الدُّخانُ مِن رِجْزِهِ والتَهَبَتِ النّارُ أمامَها، اشْتَعَلَ مِنهُ جَمْرُ نارٍ، طَأْطَأ السَّماواتِ، والضَّبابَ تَحْتَ رِجْلَيْهِ، طارَ عَلى أجْنِحَةِ الرِّياحِ، جَعَلَ الظُّلْمَةَ حِجابَهُ، تَحُوطُ مِظَلَّتَهُ مِياهٌ مُظْلِمَةٌ في سُحُبِ الهَواءِ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ ظِلالُهُ، ومِن بَرِيقِ نُورِ وجْهِهِ جَعَلَ الغَمامَ يَجْرِي بَيْنَ يَدَيْهِ، بَرْدًا وجَمْرَ نارٍ، أرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّماءِ، وأبْدى العَلِيُّ صَوْتَهُ، أرْسَلَ سِهامًا وفَرَّقَهُمْ، وأكْثَرَ البَرْقَ وأفْزَعَهم وأقْلَقَهُمْ، ظَهَرَتْ عُيُونُ المِياهِ، وانْكَشَفَتْ أساساتُ المَسْكُونَةِ مِنَ انْتِهارِكَ يا رَبُّ! ومِن هُبُوبِ الرِّيحِ سُخْطُكَ، أُرْسِلَ مِنَ العُلى وأخَذَنِي، نَشَلَنِي مِنَ المِياهِ الغَزِيرَةِ، وخَلَّصَنِي مِن أعْدائِي الأشِدّاءِ، ومِنَ المُبْغِضِينَ لِي، لِأنَّهم تَقَوَّوْا أكْثَرَ مِنِّي، سَبَقُونِي في يَوْمِ حُزْنِي، نَجّانِي في يَوْمِ جَزَعِي، الرَّبُّ صارَ لِي سَنَدًا، أخْرَجَنِي إلى السَّعَةِ، وأنْقَذَنِي لِأنَّهُ تَرَأَّفَ لِي، خَلَّصَنِي مِن أعْدائِي الأشِدّاءِ المُبْغِضِينَ، جازانِي الرَّبُّ (p-٤٩٨)مِثْلَ بِرِّي، ومِثْلَ طُهْرِ يَدِي يُعْطِينِي، لِأنِّي حَفِظْتُ سُبُلَ الرَّبِّ، ولَمْ أبْعُدْ مِن إلَهِي، إذْ كُلُّ أحْكامِهِ قُدّامِي، وعَدْلُهُ لَمْ أُبْعِدْهُ عَنِّي، أكُونُ مَعَهُ بِلا عَيْبٍ، ولَمْ تَزْدَحِفْ خُطايَ، جازانِي الرَّبُّ مِثْلَ بِرِّي، ومِثْلَ طُهْرِ يَدِي أمامَهُ، مَعَ العَفِيفِ عَفِيفًا [تَكُونُ -]، ومَعَ البارِّ بارًّا تَكُونُ، ومَعَ المُلْتَوِي مُلْتَوِيًا تَكُونُ، ومَعَ المُخْتارِ مُخْتارًا تَكُونُ، مِن أجْلِ أنَّكَ تُنْجِي الشَّعْبَ المُتَواضِعَ وتُذِلُّ أعْيُنَ المُتَعَظِّمِينَ، وأنْتَ يا رَبُّ تُضِيءُ سِراجِي، لِأنِّي بِكَ أنْجُو مِنَ الرَّصْدِ، وبِإلَهِي أعْبُرُ السُّورَ، واللَّهُ لا رَيْبَ في سُبُلِهِ، كَلامُ [الرَّبِّ -] مُخْتَبِرٌ، يُخَلِّصُ جَمِيعَ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ، لا إلَهَ مِثْلُ الرَّبِّ، ولا عَزِيزَ مِثْلُ إلَهِنا، [الإلَهِ -] الَّذِي عَضَّدَنِي بِقُوَّتِهِ، جَعَلَ سُبُلِي بِلا عَيْبٍ، ثَبَّتَ قَدَمَيَّ، وعَلى المَشارِقِ رَفَعَنِي، عَلَّمَ يَدَيَّ القِتالَ، شَدَّدَ ذِراعَيَّ مِثْلَ قَوْسِ نُحاسٍ، أعْطانِي الخَلاصَ، يَمِينُهُ نَصَرَتْنِي، وأدَبُهُ أقامَنِي إلى التَّمامِ، حِكْمَتُكَ عَلَّمَتْنِي، وسَعَتْ خُطايَ تَحْتِي، ولَمْ تَضْعُفْ قَدَمايَ، أطْلُبُ أعْدائِي وأُدْرِكُهُمْ، ولا أرْجِعُ حَتّى أُفْنِيَهُمْ، أرْمِيهِمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ القِيامَ، يَسْقُطُونَ تَحْتَ قَدَمَيَّ، عَضَّدْتَنِي بِقُوَّةٍ في الحَرْبِ، جَعَلْتَ كُلَّ الَّذِينَ قامُوا عَلَيَّ تَحْتِي، أبَدْتَ أعْدائِي، اسْتَأْصَلْتَ الَّذِينَ شَنَؤُونِي، صَرَخُوا فَلَمْ يَكُنْ لَهم مُخَلِّصٌ، رَغِبُوا إلى اللَّهِ فَلَمْ يَسْتَجِبْ لَهُمْ، أسْحَقُهم مِثْلَ الثَّرى (p-٤٩٩)أمامَ الرِّيحِ، وكَمِثْلِ طِينِ الطُّرُقِ أطَؤُهُمْ، نَجِّنِي مِن مُقاوَمَةِ الألْسُنِ، سَيِّرْنِي رَأْسًا عَلى الشُّعُوبِ، الشَّعْبُ الَّذِي لا أعْرِفُهُ تَعَبَّدَ لِي، سَمِعَ لِي سَماعَ الأُذُنِ، بَنُو الغُرَباءِ [أقْبَلُوا -] وأطاعُونِي، ولَمْ يُؤْمِن بِي بَنُو الغُرَباءِ، حَيٌّ هو اللَّهُ، وتَبارَكَ إلَهُ خَلاصِي، تَعالى الرَّبُّ الَّذِي أنْقَذَنِي، اللَّهُ الَّذِي ثَبَّتَ لِي الِانْتِقامَ، أخْضَعَ الشُّعُوبَ تَحْتِي، ونَجّانِي مِن أعْدائِي، ورَفَعَنِي عَلى الَّذِينَ قامُوا عَلَيَّ، [و -] مِنَ الرِّجالِ الأثَمَةِ نَجّانِي، لِذَلِكَ أشْكُرُكَ يا رَبُّ بَيْنَ الشُّعُوبِ، وأُرَتِّلُ لِاسْمِكَ.
المَزْمُورُ الحادِي والعِشْرُونَ: إلَهِي إلَهِي لِماذا تَرَكْتَنِي؟ تَباعَدْتَ عَنْ خَلاصِي لِقَوْلِ جَهْلِي، إلَهِي دَعَوْتُكَ بِالنَّهارِ فَلَمْ تَسْتَجِبْ لِي، وفي اللَّيْلِ فَلَمْ يَكُنْ مِنِّي جَهْلًا، أنْتَ كائِنٌ في القِدِّيسِينَ يا فَخْرَ إسْرائِيلَ، بِكَ آمَنَ آباؤُنا، وتَوَكَّلُوا عَلَيْكَ فَنَجَّيْتَهُمْ، وصَرَخُوا إلَيْكَ فَخَلَّصْتَهُمْ، رَجَوْكَ فَلَمْ يَخْزَوْا، وأنا فَدُودَةٌ ولَسْتُ إنْسانًا، عارٌ في النّاسِ، مَرْذُولٌ في الشَّعْبِ، كُلُّ مَن رَآنِي يَمْقُتُنِي، تَكَلَّمُوا بِشِفاهِهِمْ وهَزُّوا رُؤُوسَهم [و -] قالُوا: إنْ كانَ آمَنَ أوْ تَوَكَّلَ عَلى الرَّبِّ فَلْيُنْجِهِ، ويُخَلِّصْهُ إنْ (p-٥٠٠)كانَ يُحِبُّهُ، وأنْتَ مِنَ البَطْنِ أخْرَجْتَنِي، ومُذْ كُنْتُ أرْتَضِعُ مِن بَطْنِ أُمِّي أُلْقِيتُ إلَيْكَ، وعَلَيْكَ مِنَ الرَّحِمِ تَوَكَّلْتُ، ومِن بَطْنِ أُمِّي أنْتَ إلَهِي فَلا تَبْعُدْ عَنِّي، فَإنَّ الشِّدَّةَ قَرِيبَةٌ، ولَيْسَ ] مَن يُخَلِّصُنِي، أحاطَتْ بِي عُجُولٌ كَثِيرَةٌ، اكْتَنَفَتْنِي ثِيرانٌ سِمانٌ، فَتَحَتْ أفْواهَها عَلَيَّ مِثْلَ الأسَدِ الزّائِرِ المُفْتَرِسِ، ومِثْلَ الماءِ انْهَرَقَتْ عِظامِي، وصارَ قَلْبِي مِثْلَ الشَّمْعِ المُذابِ في وسَطِ بَطْنِي، يَبِسَتْ قُوايَ مِثْلَ الفَخّارِ، لَصَقَ لِسانِي بِحَنَكِي، وإلى تُرابِ المَوْتِ أنْزَلَتْنِي، أحاطَتْ بِي كِلابٌ كَثِيرَةٌ، اكْتَنَفَتْنِي جَماعَةُ الأشْرارِ، ثَقَبُوا يَدَيَّ ورِجْلَيَّ، وزَعْزَعُوا جَمِيعَ عِظامِي، نَظَرُوا إلَيَّ وشَتَمُونِي، واقْتَسَمُوا بَيْنَهم ثِيابِي، واقْتَرَعُوا عَلى لِباسِي، وأنْتَ يا رَبُّ فَلا تَبْعُدْ مِن مَعُونَتِي، انْظُرْ إلى تَضَرُّعِي، نَجِّ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي، ومِن يَدِ الكِلابِ الَّتِي احْتَوَشَتْنِي، ومِن فَمِ الأسَدِ خَلِّصْنِي، ومِنَ القَرْنِ المُتَعالِي عَلى تَواضُعِي، لِأُبَشِّرَ بِاسْمِكَ إخْوَتِي، وبَيْنَ الجَماعَةِ أُمَجِّدَكَ، أيُّها الخائِفُونَ مِنَ الرَّبِّ مَجِّدُوهُ! يا جَمِيعَ ذُرِّيَّةِ يَعْقُوبَ سَبِّحُوهُ! يَخْشاهُ كُلُّ زَرْعِ إسْرائِيلَ، لِأنَّهُ لَمْ يُهِنْ ولَمْ يَرْذُلْ دَعْوَةَ المِسْكِينِ، (p-٥٠١)ولا صَرَفَ وجْهَهُ عَنِّي، وعِنْدَ دُعائِي اسْتَجابَ لِي، يَأْكُلُ المَساكِينُ ويَشْبَعُونَ، ويَسْجُدُ قُدّامَهُ جَمِيعُ قَبائِلِ الشُّعُوبِ، لِأنَّهُ المَلِكُ الرَّبُّ، وسُلْطانُهُ عَلى الأُمَمِ، تَأْكُلُ وتَسْجُدُ قُدّامَ الرَّبِّ جَمِيعُ مُلُوكِ الأرْضِ، وبَيْنَ يَدَيْهِ يَجْثُو جَمِيعُ هابِطِي التُّرابِ لِلَّهِ، يُحْيِي نَفْسِي، وذُرِّيَّتِي لَهُ تَتَعَبَّدُ، أخْبِرُوا بِالرَّبِّ أيُّها الجِيلُ الآتِي، وحَدِّثُوا بِعَدْلِهِ، لِيَرى الشَّعْبُ الَّذِي يُولَدُ صُنْعَ الرَّبِّ.
المَزْمُورُ الثَّلاثُونَ: عَلَيْكَ يا رَبُّ تَوَكَّلْتُ فَلا أخْزى إلى الأبَدِ، خَلِّصْنِي وأنْقِذْنِي بِعَدْلِكَ، أنْصِتْ لِي بِسَمْعِكَ، واسْتَنْقِذْنِي عاجِلًا، كُنْ لِي إلَهًا نَصِيرًا ومَلْجَأً ومُخَلِّصًا لِأنَّكَ عَوْنِي ومَلْجَئِي، وبِاسْمِكَ يا رَبُّ تَهْدِينِي وتُعِينُنِي وتُخْرِجُنِي مِن هَذا الفَخِّ الَّذِي أُخْفِيَ لِي، لِأنَّكَ ناصِرِي، وفي يَدِكَ أُسْلِمُ رُوحِي، نَجِّنِي يا رَبُّ إلَهَ الحَقِّ، شَنَأْتَ الَّذِينَ يَغْتَبِطُونَ بِالأوْثانِ الباطِلَةِ، وأنا عَلى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ، أفْرَحُ وأُسَرُّ بِرَحْمَتِكَ لِأنَّكَ نَظَرْتَ إلى تَواضُعِي، وخَلَّصْتَ نَفْسِي مِنَ الشَّدائِدِ، ولِمَن تُسَلِّمُنِي في أيْدِي الأعْداءِ، أقَمْتَ رِجْلِي في السَّعَةِ، ارْحَمْنِي يا رَبُّ فَإنِّي حَزِينٌ، جَزِعَتْ (p-٥٠٢)عَيْنايَ مِن سُخْطِكَ، ونَفْسِي وقُوايَ، فَنِيَ عُمْرِي بِالأحْزانِ، وسِنِّي بِالزَّفَراتِ، ضَعُفَتْ بِالمَسْكَنَةِ قُوَّتِي وقَلِقَتْ عِظامِي، صِرْتُ عارًا في أعْدائِي وجِيرَتِي، ورَهْبَةً لِمَن عَرَفَنِي، مَن عايَنَنِي تَباعَدَ عَنِّي، ونَسُونِي في قُلُوبِهِمْ مِثْلَ المَيِّتِ، صِرْتُ مِثْلَ إناءٍ مَكْسُورٍ، لِأنِّي سَمِعْتُ سَبَّ جَمِيعِ مَن حَوْلِي، هَمُّوا بِي وعِنْدَ اجْتِماعِهِمْ عَلَيَّ جَمِيعًا تَآمَرُوا لِأخْذِ نَفْسِي، فَأنا يا رَبُّ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، قُلْتُ: أنْتَ إلَهِي، وفي يَدِكَ قَسْمِي، نَجِّنِي مِن يَدِ أعْدائِي والطّارِدِينَ لِي، أضِئْ وجْهَكَ عَلى عَبْدِكَ، وخَلِّصْنِي بِرَحْمَتِكَ، يا رَبُّ لا تُخْزِنِي فَإنِّي دَعَوْتُكَ، تُخْزِي المُنافِقِينَ ويَهْبِطُونَ إلى الجَحِيمِ، تُبْكِمُ الشِّفاهَ الغاشَّةَ المُتَقَوِّلَةَ عَلى الصِّدِّيقِ بِالزُّورِ والبُهْتانِ، ما أكْثَرَ رَحْمَتَكَ يا رَبُّ لِجَمِيعِ خائِفِيكَ، أعْدَدْتَها لِمَنِ اعْتَصَمَ بِكَ أمامَ بَنِي البَشَرِ، اسْتُرْهم في كَنَفِكَ مِن أشْرارِ النّاسِ وفي ظِلالِ وجْهِكَ، وقِهِمْ مِن مُقاوَمَةِ الألْسُنِ، تَبارَكَ الرَّبُّ الَّذِي انْتَخَبَ لَهُ الأصْفِياءَ في المَدِينَةِ العَظِيمَةِ، أنا قُلْتُ في تَحَيُّرِي: إنِّي سَقَطْتُ مِن حِذاءِ عَيْنَيْكَ، ولِذَلِكَ سَمِعْتَ صَوْتَ تَضَرُّعِي حِينَ دَعَوْتُكَ، حِبُّوا الرَّبَّ يا جَمِيعَ (p-٥٠٣)أصْفِيائِهِ، فَإنَّ الرَّبَّ يَبْتَغِي الحَقَّ، ويُكافِئُ المُسْتَكْبِرِينَ بِفِعْلِهِمْ، تَشْتَدُّ قُلُوبُكم وتَقْوى أيُّها المُتَوَكِّلُونَ عَلى الرَّبِّ.
المَزْمُورُ الثّالِثُ والثَّلاثُونَ: أُبارِكُ الرَّبَّ في كُلِّ حِينٍ، وكُلَّ أوانٍ تَسْبِيحُهُ في فَمِي، بِالرَّبِّ تَفْتَخِرُ نَفْسِي، فَلْيَسْمَعْ أهْلُ الدَّعَةِ ويَفْرَحُوا، عَظِّمُوا مَعِي الرَّبَّ وشَرِّفُوا اسْمَهُ أجْمَعُونَ، أنا طَلَبْتُ الرَّبَّ فَأجابَنِي، ومِن شَدائِدِي نَجّانِي، أقْبِلُوا إلى الرَّبِّ واسْتَتِرُوا بِهِ، فَإنَّ وُجُوهَكم لا تَخْزى، إنَّ المِسْكِينَ دَعا فاسْتَجابَ لَهُ الرَّبُّ، ومِن جَمِيعِ أحْزانِهِ خَلَّصَهُ، مَلَكُ الرَّبِّ يَحُوطُ أتْقِياءَهُ ويُنْجِيهِمْ، ذُوقُوا وتَيَقَّنُوا طَيِّبَ الرَّبِّ، طُوبى لِلرَّجُلِ المُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ، اتَّقُوا الرَّبَّ يا جَمِيعَ قِدِّيسِيهِ لِأنَّهُ لا مَنقَصَةَ لِأتْقِيائِهِ، الأغْنِياءُ افْتَقَرُوا وجاعُوا، والَّذِينَ يَطْلُبُونَ الرَّبَّ لا يَعْدَمُونَ كُلَّ الخَيْراتِ، هَلُمُّوا أيُّها الأبْناءُ واسْمَعُوا مِنِّي لِأُفْهِمَكم مَخافَةَ الرَّبِّ، مَن هو الرَّجُلُ الَّذِي يَهْوى الحَياةَ ويُحِبُّ أنْ يَرى الأيّامَ الصّالِحَةَ، اكْفُفْ لِسانَكَ مِنَ الشَّرِّ وشَفَتَيْكَ، لا تَتَكَلَّمْ بِالغَدْرِ، ابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ، واصْنَعِ الخَيْرَ، اطْلُبِ السَّلامَةَ واتَّبِعْها، فَإنَّ عَيْنَ الرَّبِّ عَلى الأبْرارِ، وسَمْعَهُ إلى تَضَرُّعِهِمْ، وجْهُ الرَّبِّ عَلى صانِعِي الشَّرِّ لِيَمْحُوَ ذِكْرَهم مِنَ الأرْضِ، الأبْرارُ دَعَوْا فاسْتَجابَ لَهُمُ الرَّبُّ، مِن جَمِيعِ شَدائِدِهِمْ نَجّاهُمْ، (p-٥٠٤)الرَّبُّ قَرِيبٌ مِن مُسْتَقِيمِي القُلُوبِ، يُخَلِّصُ مُتَواضِعِي الأرْواحِ، كَثِيرَةٌ هي أحْزانُ الصِّدِّيقِينَ، ومِن جَمِيعِها يُنْجِيهِمُ الرَّبُّ، الرَّبُّ يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظامِهِمْ، وواحِدٌ مِنهم لا يَنْكَسِرُ، مَوْتُ الخَطَأةِ سَيِّئٌ، ومُبْغِضُو البارِّ يَهْلِكُونَ، الرَّبُّ يُنْجِي نُفُوسَ عَبِيدِهِ، ولا يُخَيِّبُ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ.
المَزْمُورُ الرّابِعُ والثَّلاثُونَ: حاكِمْ يا رَبُّ الَّذِينَ يَظْلِمُونَنِي، قاتِلِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَنِي، خُذْ سِلاحًا وتُرْسًا وقُمْ لِمَعُونَتِي، اسْتَلَّ سَيْفًا ورُدَّ بِهِ أعْدائِيَ الَّذِينَ يُرْهِقُونَنِي، وقُلْ لِنَفْسِي: أنا مُخَلِّصُكِ، يَخْزى ويَبْهَتُ طالِبُو نَفْسِي، يَرْتَدُّونَ عَلى أعْقابِهِمْ ويَخْزى الَّذِينَ يَتَفَكَّرُونَ بِيَ الشَّرَّ، ويَكُونُونَ كالغُبارِ أمامَ الرِّيحِ، ومَلَكُ الرَّبِّ [يُخْزِيهِمْ، تَكُونُ طَرِيقُهم زَلِقَةً ظُلْمَةً عَلَيْهِمْ ومَلَكُ الرَّبِّ -] يُطارِدُهُمْ، لِأنَّهم أخْفَوْا لِي فَخًّا، بِغَيْرِ حَقٍّ عَيَّرُوا نَفْسِي، فَلْيَأْتِهِمُ الشَّرُّ بَغْتَةً، والمِصْيَدَةُ الَّتِي أخْفَوْها تَأْخُذُهُمْ، وفي الحُفْرَةِ الَّتِي حَفَرُوها يَسْقُطُونَ، نَفْسِي تَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ، وتَنْعَمُ بِخَلاصِهِ، عِظامِي كُلُّها تَقُولُ: يا رَبُّ مَن مِثْلُكَ مُنْجِي المِسْكِينِ مِن يَدِ القَوِيِّ، والفَقِيرِ والبائِسِ مِن يَدِ الَّذِينَ يَخْتَطِفُونَهُ، قامَ عَلَيَّ شُهُودُ الزُّورِ، وعَمّا لَمْ أعْلَمْ ساءَلُونِي، جازَوْنِي بَدَلَ الخَيْرِ شَرًّا، وأبادُوا نَفْسِي وأنا عِنْدَما لَجُّوا عَلَيَّ لَبِسْتُ مِسْحًا، وبِالصِّيامِ أذْلَلْتُ نَفْسِي، وصَلاتِي عادَتْ إلى حِضْنِي، مِثْلَ قَرِيبٍ وأخٍ كُنْتُ لَهُمْ، صِرْتُ كالحَزِينِ الكَئِيبِ (p-٥٠٥)فِي تَواضُعِي، اجْتَمَعُوا عَلَيَّ وفَرِحُوا، اجْتَمَعَ عَلَيَّ الأشْرارُ ولَمْ أشْعُرْ، أثِمُوا ولَمْ يَنْدَمُوا، أحْزَنُونِي وهَزَؤُوا بِي وصَرُّوا أسْنانَهم عَلَيَّ، يا رَبُّ إلى مَتى تَنْتَظِرُ! نَجِّ نَفْسِي مِن شَرِّ ما نَصَبُوا، ومِنَ الأسَدِ نَجِّ وحْدَتِي، لِأشْكُرَكَ يا رَبُّ في الجُمُوعِ الكَثِيرَةِ و[فِي -] الشَّعْبِ الصّالِحِ أُرَتِّلُ لَكَ، لا يُسَرُّ بِي المُعادُونَ لِي ظُلْمًا، الَّذِينَ يَشْنَؤُونَنِي باطِلًا ويَتَغامَزُونَ بِعُيُونِهِمْ، لِأنَّهم يَتَكَلَّمُونَ بِالسَّلامِ وبِالدَّغَلِ يُفَكِّرُونَ، وعَلى المُتَواضِعِينَ في الأرْضِ يَقُولُونَ الكَذِبَ، فَتَحُوا عَلَيَّ أفْواهَهُمْ، وقالُوا: نِعْمًا نِعْمًا! قَدْ قَرَّتْ بِهِ عُيُونُنا، اللَّهُمَّ قَدْ رَأيْتَ، لا تَغْفُلْ، لا تَبْعُدْ عَنِّي يا رَبُّ! انْظُرْ سَرِيعًا في قَضائِي إلَهِي ورَبِّي، كُنْ في ظُلامَتِي، واحْكم لِي مِثْلَ بِرِّكَ يا رَبِّي وإلَهِي، لا تَسُرَّهم بِي، لِئَلّا يَقُولُوا في قُلُوبِهِمْ: تَفَتَّحَتْ نُفُوسُنا، ولا يَقُولُوا: قَدِ ابْتَلَعْناهُ، يُخْزَوْنَ ويَهِنُونَ جَمِيعًا الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِإساءَتِي، يَلْبَسُ الخِزْيَ والبُهْتَ المُتَعَظِّمُونَ بِالقَوْلِ عَلَيَّ، يُسَرُّ ويَفْرَحُ الَّذِينَ يَهْوَوْنَ بِرِّي، ويَقُولُونَ في كُلِّ حِينٍ: عَظِيمٌ هو الرَّبُّ، الَّذِينَ يُرِيدُونَ سَلامَةَ عَبْدِكَ، لِسانِي يَتْلُو عَدْلَكَ وتَمْجِيدَكَ النَّهارَ كُلَّهُ. (p-٥٠٦)المَزْمُورُ السّادِسُ والثَّلاثُونَ: لا تَغْبِطِ الأشْرارَ ولا تَتَأسَّ بِفاعِلِي الإثْمِ، لِأنَّهم مِثْلُ العُشْبِ سَرِيعًا يَجِفُّونَ، ومِثْلُ البَقْلِ الأخْضَرِ عاجِلًا يَذْبُلُونَ، تَوَكَّلْ عَلى الرَّبِّ واصْنَعِ الخَيْرَ، واسْكُنْ في الأرْضِ، وعِشْ مِن نَعِيمِها، اسْتَبْشِرْ بِالرَّبِّ يُعْطِيكَ مَطْلُوباتِ قَلْبِكَ، واكْشِفْ سُبُلَكَ لِلرَّبِّ وتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وهو يَصْنَعُ لَكَ، يُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ عَدْلَكَ، ومِثْلَ الظَّهِيرَةِ أحْكامَكَ، اخْضَعْ لِلرَّبِّ واضْرَعْ إلَيْهِ، لا تَغْبِطِ الرَّجُلَ المُسْتَقِيمَ في طَرِيقِهِ المُقِيمَ عَلى إثْمِهِ، ولا رَجُلًا يَعْمَلُ بِخِلافِ النّامُوسِ، اكْفُفْ مِنَ السُّخْطِ، ودَعِ الغَضَبَ، لا تُبارِ الشِّرِّيرَ، فَإنَّ الأشْرارَ جَمِيعًا يَبِيدُونَ، والَّذِينَ يَرْجُونَ الرَّبَّ يَرِثُونَ الأرْضَ عَنْ قَلِيلٍ، لا يُوجَدُ الخاطِئُ، ويَطْلُبُ مَكانَهُ فَلا يُوجَدُ، أهْلُ الدَّعَةِ يَرِثُونَ الأرْضَ، ويَتَنَعَّمُونَ بِكَثْرَةِ السَّلامَةِ، المُنافِقُ يَرْصُدُ الصِّدِّيقَ ويُصِرُّ عَلَيْهِ أسْنانَهُ، والرَّبُّ يَهْزَأُ بِهِ، لِأنَّهُ قَدْ عَلِمَ أنَّ يَوْمَهُ يُدْرِكُهُ، اسْتَلَّ الخَطَأةُ سُيُوفَهُمْ، وأوْتَرُوا قِسِيَّهُمْ، لِيَصْرَعُوا المِسْكِينَ والبائِسَ، ويَقْتُلُوا المُسْتَقِيمَ القَلْبِ، تَدْخُلُ سُيُوفُهم إلى قُلُوبِهِمْ، وتَنْكَسِرُ قِسِيُّهُمُ، اليَسِيرُ لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ مِن كَثْرَةِ غِنى الخَطَأةِ، لِأنَّ سَواعِدَ الخَطَأةِ تَنْكَسِرُ، والرَّبُّ يَحْفَظُ الأبْرارَ، الرَّبُّ يَعْرِفُ أيّامَ صِدِّيقِيهِ الَّذِينَ لا عَيْبَ فِيهِمْ ومِيراثُهم إلى الأبَدِ، ولا يُخْزَوْنَ في (p-٥٠٧)زَمانِ سُوءٍ، وفي أيّامِ الشَّدائِدِ يَشْبَعُونَ، لِأنَّ الأثَمَةَ يَبِيدُونَ، أعْداءُ الرَّبِّ حِينَ يَرْتَعُونَ ويَتَمَجَّدُونَ يَذْهَبُونَ مِثْلَ الدُّخانِ ويَضْمَحِلُّونَ، الخاطِئُ يَقْتَرِضُ ولا يُوَفِّي، والبارُّ يَتَرَأَّفُ ويُعْطِي، لِأنَّ مُبارِكِيهِ يَرِثُونَ الأرْضَ، ولاعِنِيهِ يُسْتَأْصَلُونَ، الرَّبُّ يُقَوِّمُ خَطَأ الإنْسانِ ويَهْدِيهِ في الطَّرِيقِ، إنْ سَقَطَ البارُّ لَمْ يَجْزَعْ، لِأنَّ الرَّبَّ مُمْسِكٌ بِيَدِهِ، كُنْتُ صَبِيًّا وشِخْتُ ولَمْ أرَ صِدِّيقًا رُفِضَ، ولا ذُرِّيَّتَهُ طَلَبَتْ خُبْزًا. النَّهارَ كُلَّهُ يَتَرَحَّمُ ويُقْرِضُ ونَسْلُهُ مُبارَكٌ، ابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ وافْعَلِ الخَيْرَ، واسْكُنْ إلى أبَدِ الأبَدِ، [لِأنَّ الرَّبَّ -] يُحِبُّ العَدْلَ، ولا يُضِيعُ أصْفِياءَهُ، يَحْفَظُهم إلى أبَدِ الأبَدِ، الأثَمَةُ يَهْلِكُونَ ونَسْلُ الخَطَأةِ يُسْتَأْصَلُونَ، الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الأرْضَ ويَسْكُنُونَ فِيها إلى أبَدِ الأبَدِ، فَمُ الصِّدِّيقِ يَنْطِقُ بِالحِكْمَةِ ولِسانُهُ يَقُولُ العَدْلَ، سُنَّةُ إلَهِهِ في قَلْبِهِ، ولا تَزْدَحِفُ قَدَماهُ، الخاطِئُ يَرْصُدُ البارَّ ويَهُمُّ بِقَتْلِهِ، والرَّبُّ لا يُسَلِّمُهُ في يَدَيْهِ، ولا يُدْخِلُهُ في الحُكْمِ، تَرَجَّ الرَّبَّ واحْفَظْ طُرُقَهُ، وهو يَرْفَعُكَ لِتَرِثَ الأرْضَ وتُعايِنَ الخَطَأةَ يَبِيدُونَ، رَأيْتُ المُنافِقَ يَتَعالى: ويَتَطاوَلُ مِثْلَ أرْزِ لُبْنانَ، مَرَرْتُ بِهِ فَلَمْ أجِدْهُ وطَلَبْتُ مَوْضِعَهُ فَلَمْ أُصِبْهُ، تَمَسَّكْ بِالدَّعَةِ وسَتَرى الِاسْتِقامَةَ، فَإنَّ عاقِبَةَ الرَّجُلِ المُسْتَقِيمِ سَلامَةٌ، الخَطَأةُ جَمِيعًا يَبِيدُونَ، وبَقايا الأشْرارِ يُسْتَأْصَلُونَ، خَلاصُ الأبْرارِ مِن عِنْدِ الرَّبِّ وهو ناصِرُهم في زَمانِ الشَّدائِدِ، (p-٥٠٨)الرَّبُّ عَوْنُهم ومُنْجِيهِمْ ومُنْقِذُهم مِنَ الخَطَأةِ، ويُخَلِّصُهم لِأنَّهم تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ.
{"ayah":"وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ یَرِثُهَا عِبَادِیَ ٱلصَّـٰلِحُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق