الباحث القرآني

ولَمّا كانَ ذَلِكَ - واللَّهُ أعْلَمُ بِما كانَ، وكانَ أعْظَمَ ما مَضى في آيَةِ الِامْتِنانِ عَلَيْهِمْ والتَّعَرُّفِ بِالنِّعَمِ إلَيْهِمُ المُواعَدَةُ لِهِدايَتِهِمْ بِالآياتِ المَرْئِيَّةِ والمَسْمُوعَةِ، وخَتَمَ ذَلِكَ بِالإشارَةِ إلى الِاجْتِهادِ في الإقْبالِ عَلى الهُدى، أتْبَعَ ذَلِكَ ذِكْرَ ضَلالِهِمْ بَعْدَ رُؤْيَةِ ما يَبْعُدُ [مَعَهُ -] كُلَّ البُعْدِ إلْمامُ مَن رَآهُ بِشَيْءٍ مِنَ الضَّلالِ، كُلُّ ذَلِكَ لِإظْهارِ القُدْرَةِ التّامَّةِ عَلى التَّصَرُّفِ في القُلُوبِ بِضِدِّ ما يُظَنُّ بِها، وكانَ تَنَجُّزُ المَواعِيدِ ألَذَّ شَيْءٍ لِلْقُلُوبِ وأشْهاهُ إلى النُّفُوسِ، وكانَ السِّياقُ مُرْشِدًا حَتْمًا إلى أنَّ (p-٣٢٢)التَّقْدِيرَ: فَأتَوْا إلى الطُّورِ لِمِيعادِنا، وتَيَمَّمُوا جانِبَهُ الأيْمَنَ بِأمْرِنا ومُرادِنا، وتَعَجَّلَ مُوسى صَفِيُّنا الصُّعُودَ فِيهِ [- مُبادِرًا لِما عِنْدَهُ مِنَ الشَّوْقِ إلى ذَلِكَ المَقامِ الشَّرِيفِ وتَأخَّرَ مَجِيءُ قَوْمِهِ عَنِ الإتْيانِ مَعَهُ، فَقُلْنا: ما أخَّرَ قَوْمَكَ عَنِ الإتْيانِ مَعَكَ؟ فَعَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ ]: ﴿وما أعْجَلَكَ﴾ أيْ أيُّ شَيْءٍ أوْجَبَ لَكَ العَجَلَةَ في المَجِيءِ ﴿عَنْ قَوْمِكَ﴾ وإنْ كُنْتَ بادَرْتَ مُبادَرَةَ المُبالِغِ في الِاسْتِرْضاءِ، [أما عَلِمْتَ أنَّ حُدُودَ المُلُوكِ لا يَنْبَغِي تَجاوُزُها بِتَقَدُّمٍ أوْ تَأخُّرٍ -]؟ ﴿يا مُوسى﴾ فَهَلّا أتَيْتُمْ جُمْلَةً وانْتَظَرْتُمْ أمْرًا جَدِيدًا بِخُصُوصِ الوَقْتِ الَّذِي أسْتَحْضِرُكم فِيهِ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب