الباحث القرآني

ولَمّا كانَ هَذا مُوجِبًا لِلتَّشَوُّفِ إلى ما وقَعَ لِبَنِي إسْرائِيلَ بَعْدَهُ، قالَ تَعالى شافِيًا لِهَذا الغَلِيلِ، أقْبَلْنا عَلى بَنِي إسْرائِيلَ مُمْتَنِّينَ بِما مَضى وما يَأْتِي قائِلِينَ: ﴿يا بَنِي إسْرائِيلَ﴾ مُعْتَرِفِينَ لَهم أنّا نَظَرْنا إلى السَّوابِقِ فَأكْرَمْناهم (p-٣١٩)لِأجْلِ أبِيهِمْ. ولَمّا كانَ دَرْءُ المَفاسِدِ وإزالَةُ المَوانِعِ قَبْلَ جَلْبِ المَصالِحِ واسْتِدْرارِ المَنافِعِ قالَ: ﴿قَدْ أنْجَيْناكُمْ﴾ بِقُدْرَتِنا الباهِرَةِ ﴿مِن عَدُوِّكُمْ﴾ الَّذِي كُنْتُمْ أحْقَرَ شَيْءٍ عِنْدَهُ. ولَمّا تَفَرَّغُوا لِإنْفاذِ ما يُرادُ مِنهم مِنَ الطّاعَةِ قالَ: ﴿وواعَدْناكُمْ﴾ أيْ كُلَّكم - كَما مَضى في البَقَرَةِ عَنْ نَصِّ التَّوْراةِ - لِلْمُثُولِ بِحَضْرَتِنا والِاعْتِزازِ بِمَواطِنِ رَحْمَتِنا ﴿جانِبَ الطُّورِ الأيْمَنَ﴾ أيِ الَّذِي عَلى أيْمانِكم في تَوَجُّهِكم هَذا الَّذِي وُجُوهُكم فِيهِ إلى بَيْتِ [أبِيكم -] إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، [وهُوَ جانِبُهُ الَّذِي يَلِي البَحْرَ وناحِيَةُ مَكَّةَ واليَمَنِ -]. ولَمّا بَدَأ بِالمَنفَعَةِ الدِّينِيَّةِ، ثَنّى بِالمَنفَعَةِ الدُّنْيَوِيَّةِ [فَقالَ -]: ﴿ونَـزَّلْنا عَلَيْكُمُ﴾ بَعْدَ إنْزالِ هَذا الكِتابِ في هَذِهِ المُواعَدَةِ لِإنْعاشِ أرْواحِكم ﴿المَنَّ والسَّلْوى﴾ لِإبْقاءِ أشْباحِكُمْ، فَبَدَأ بِالإنْجاءِ المُمَكِّنِ مِنَ العِبادَةِ، ثُمَّ أتْبَعَهُ بِنِعْمَةِ الكِتابِ الدّالِّ عَلَيْها، ثُمَّ بِالرِّزْقِ المُقَوِّي، ودَلَّ عَلى [نِعْمَةِ -] الإذْنِ فِيهِ بِقَوْلِهِ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب