الباحث القرآني

ولَمّا كانَ المَلِكُ لا يَنْتَظِمُ غايَةَ الِانْتِظامِ إلّا بِإحاطَةِ العِلْمِ، وكانَ المَلِكُ مِنَ الآدَمِيِّينَ قَدْ لا يَعْلَمُ أحْوالَ أقْصى مُلْكِهِ كَما يَعْلَمُ أحْوالَ أدْناهُ لا سِيَّما إذا كانَ واسِعًا ولِذَلِكَ يَخْتَلُّ بَعْضُ أمْرِهِ، أعْلَمَ أنَّهُ سُبْحانَهُ بِخِلافِ ذَلِكَ، فَقالَ حَثًّا عَلى مُراقَبَتِهِ والإخْلاصِ لَهُ: ﴿وإنْ تَجْهَرْ بِالقَوْلِ﴾ أيْ بِهَذا القُرْآنِ لِلْبِشارَةِ والنِّذارَةِ أوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ أوْ بِغَيْرِهِ، فَإنَّهُ عالِمٌ بِهِ وغَيْرُ مُحْتاجٍ إلى الجَهْرِ، فَلا يُتَكَلَّفْ ذَلِكَ في غَيْرِ ما أُمِرْتَ بِالجَهْرِ بِهِ لِغَرَضٍ غَيْرِ الإسْماعِ ﴿فَإنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ﴾ وهو ما يُناجِي بِهِ الِاثْنانِ مُخافَتَةً ﴿وأخْفى﴾ مِن ذَلِكَ، وهو ما في الضَّمائِرِ مِمّا تَخَيَّلَتْهُ الأفْكارُ ولَمْ يَبْرُزْ إلى الخارِجِ (p-٢٧٠)وغَيْرُهُ مِنَ الغَيْبِ الَّذِي لَمْ يَعْلَمْهُ غَيْرُهُ تَعالى بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ، ومِنهُ ما سَيَكُونُ مِنَ الضَّمائِرِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب