الباحث القرآني

﴿وإذْ﴾ أيِ اذْكُرْ هَذا واذْكُرْ حِينَ ﴿قُلْنا﴾ بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ، أيِ اذْكُرْ قَوْلَنا في ذَلِكَ الوَقْتِ ﴿لِلْمَلائِكَةِ﴾ أيِ المَجْبُولِينَ عَلى مُضِيِّ العَزْمِ (p-٣٥٦)والتَّصْمِيمِ عَلى القَصْدِ مِن غَيْرِ مانِعِ تَرَدُّدٍ ولا عائِقِ فُتُورٍ ﴿اسْجُدُوا لآدَمَ﴾ الَّذِي خَلَقْتُهُ بِيَدِي، فَلَمْ نَأْمُرْهم بِذَلِكَ إلّا بَعْدَ أنِ اصْطَفَيْناهُ ونَحْنُ عالِمُونَ بِما سَيَقَعُ مِنهُ، وأنَّهُ لا يَقْدَحُ في رُتْبَةِ اصْطِفائِهِ، فَإنَّ الحِلْمَ والكَرَمَ مِن صِفاتِنا، والرَّحْمَةَ مِن شَأْنِنا، فَلا تَيْأسْ مِن عَوْدِنا بِالفَضْلِ والرَّحْمَةِ عَلى مَن بالَغَ في مُقاطَعَتِنا مِن قَوْمِكَ الَّذِينَ وصَفْناهم بِاللَّدَدِ ﴿فَسَجَدُوا﴾ [أيِ المَلائِكَةُ-] ﴿إلا إبْلِيسَ﴾ الَّذِي نَسَبَ اللَّهَ إلى الجَوْرِ والإخْلالِ بِالحِكْمَةِ فَكَفَرَ فَأيِسَ مِنَ الرَّحْمَةِ وسُلِبَ الخَيْرَ فَأصَرَّ عَلى إضْلالِ الخَلْقِ بِالتَّلْبِيسِ، فَكَأنَّهُ قِيلَ: ما كانَ مِن حالِهِ في عَدَمِ سُجُودِهِ؟ فَقِيلَ: ﴿أبى﴾ أيْ تَكَبَّرَ عَلى آدَمَ فَعَصى أمْرَ اللَّهِ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب