الباحث القرآني

ولَمّا أخْبَرَ عَنْ بَعْضِ ما سَبَقَ ثُمَّ عَنْ بَعْضِ ما يَأْتِي مِن أحْوالِ المُعْرِضِينَ عَنْ هَذا الذِّكْرِ فِيما يُنْتِجُهُ لَهم إعْراضُهم عَنْهُ، وخَتَمَ ذَلِكَ بِاسْتِقْصارِهِمْ مُدَّةَ لُبْثِهِمْ في هَذِهِ الدّارِ، أخْبَرَ عَنْ بَعْضِ أحْوالِهِمْ في الإعْراضِ فَقالَ: ﴿ويَسْألُونَكَ عَنِ الجِبالِ﴾ ما يَكُونُ حالُها يَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ؟ شَكًّا مِنهم في البَعْثِ وُقُوفًا مَعَ الوَهْمِ في أنَّها تَكُونُ مَوْجُودَةً عَلى قِياسِ جُمُودِهِمْ لا مَحالَةَ، لِأنَّها أشَدُّ الأشْياءِ قُوَّةً، وأطْوَلُها لُبْثًا، وأبْعَدُها مُكْثًا، فَتَمْنَعُ بَعْضَ النّاسِ مِن سَماعِ النَّفْخِ في الصُّورِ، وتُخَيِّلُ لِلْبَعْضِ بِحُكْمِ رَجْعِ الهَواءِ الحامِلِ لِلصَّوْتِ أنَّهُ آتٍ مِن غَيْرِ جِهَتِهِ فَلا يَسْتَقِيمُ القَصْدُ إلى الدّاعِي﴿فَقُلْ﴾ أيْ فَتَسَبَّبَ عَنْ عِلْمِنا بِأنَّهم يَسْألُونَكَ هَذا (p-٣٤٥)السُّؤالَ أنّا نَقُولُ لَكَ: قُلْ، أوْ يَكُونُ عَلى تَقْدِيرِ شَرْطٍ، أيْ فَإذا سَألُوكَ فَقُلْ لَهُمْ، [و -] هَذا بِخِلافِ ما نَزَلَ بَعْدَ وُقُوعِ السُّؤالِ عَنْهُ مِثْلِ الرُّوحِ [و -] قِصَّةِ ذِي القَرْنَيْنِ فَإنَّ الأمْرَ بِجَوابِهِ عَلى طَرِيقِ الِاسْتِئْنافِ لِما هُناكَ مِنَ اسْتِشْرافِ النَّفْسِ لِلْجَوابِ ﴿يَنْسِفُها﴾ أيْ يَقْلَعُها مِن أماكِنِها ويُذَرِّيها بِالهَواءِ ﴿رَبِّي﴾ المُحْسِنُ إلَيَّ بِنَصْرِي في [يَوْمِ ] القِيامَةِ نَصْرًا لا يُبْلَغُ كُنْهُهُ ﴿نَسْفًا﴾ عِنْدَ النَّفْخَةِ الأُولى
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب