الباحث القرآني

ولَمّا أثْبَتَ لِهَذا الفَرِيقِ القَطْعَ عَلى اللَّهِ بِما لا عِلْمَ لَهم بِهِ وكانَ هَذا مَعْلُومَ الذَّمِّ مَحْتُومَ الإثْمِ سُبِّبَ عَنْهُ الذَّمَّ والإثْمَ بِطَرِيقِ الأُولى لِفَرِيقٍ هو أرَدَؤُهم وأضَرُّهم لِعِبادِ اللَّهِ وأعْداهم فَقالَ: ﴿فَوَيْلٌ﴾ والوَيْلُ جِماعُ الشَّرِّ كُلِّهِ - قالَهُ الحَرالِّيُّ. ﴿لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ﴾ أيْ مِنهم ومِن غَيْرِهِمُ ﴿الكِتابَ﴾ أيِ الَّذِي يَعْلَمُونَ أنَّهُ مِن عِنْدِهِمْ لا مِن عِنْدِ اللَّهِ ﴿بِأيْدِيهِمْ﴾ وأشارَ إلى قُبْحِ هَذا الكَذِبِ وبُعْدِ رُتْبَتِهِ في الخُبْثِ بِأداةِ التَّراخِي فَقالَ ﴿ثُمَّ يَقُولُونَ﴾ لِما كَتَبُوهُ كَذِبًا وبُهْتانًا ﴿هَذا مِن عِنْدِ اللَّهِ﴾ المَلِكِ الأعْظَمِ ثُمَّ بَيَّنَ بِالعِلَّةِ الحامِلَةِ لَهم عَلى ذَلِكَ خَساسَتَهم وتَرامِيَهم إلى النَّجاسَةِ ودَناءَتَهم فَقالَ: ﴿لِيَشْتَرُوا بِهِ﴾ أيْ بِهَذا الكَذِبِ الَّذِي صَنَعُوهُ ﴿ثَمَنًا قَلِيلا﴾ ثُمَّ سَبَّبَ عَنْهُ قَوْلَهُ: ﴿فَوَيْلٌ (p-٤٩٣)لَهم مِمّا كَتَبَتْ أيْدِيهِمْ﴾ مِن ذَلِكَ الكَذِبِ عَلى اللَّهِ ﴿ووَيْلٌ لَهم مِمّا يَكْسِبُونَ﴾ أيْ يَجِدُونَ كَسْبَهُ مِمّا اشْتَرَوْهُ بِهِ، وجَرَّدَ الفِعْلَ لِوُضُوحِ دَلالَتِهِ عَلى الخُبْثِ بِقَرِينَةِ ما تَقَدَّمَ وإذا كانَ المُجَرَّدُ كَذَلِكَ كانَ غَيْرُهُ أوْلى قالَ الحَرالِّيُّ: والكَسْبُ ما يَجْرِي مِنَ الفِعْلِ والقَوْلِ والعَمَلِ والآثارِ عَلى إحْساسٍ بِمُنَّةٍ فِيهِ وقُوَّةٍ عَلَيْهِ. انْتَهى. وفي هَذِهِ الآيَةِ بَيانٌ لِما شَرُفَ بِهِ كِتابُنا مِن أنَّهُ لِإعْجازِهِ لا يَقْدِرُ أحَدٌ أنْ يَأْتِيَ مِن عِنْدِهِ بِما يَدُسُّهُ فِيهِ فَيُلَبِّسُ بِهِ - فَلِلَّهِ المِنَّةُ عَلَيْنا والفَضْلُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب