الباحث القرآني

ولَمّا كانَ الكَلامُ مُرْشِدًا إلى أنَّ التَّقْدِيرَ: فَهم لِجَرْأتِهِمْ عَلى اللَّهِ (p-٤٨٨)إذا سَمِعُوا كِتابَكم حَرَّفُوهُ وإذا حَدَّثُوا عِبادَ اللَّهِ لا يَكادُونَ يَصْدُقُونَ؛ عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ ﴿وإذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ بِنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ ﷺ ﴿قالُوا﴾ نِفاقًا مِنهم ﴿آمَنّا وإذا خَلا بَعْضُهُمْ﴾ أيِ المُنافِقِينَ ﴿إلى بَعْضٍ قالُوا﴾ لائِمِينَ لَهم ظَنًّا مِنهم جَهْلًا بِاللَّهِ لَمّا وجَدُوا كَثِيرًا مِن أسْرارِهِمْ وخَفِيِّ أخْبارِهِمْ مِمّا هو في كِتابِهِمْ مِنَ الدَّقائِقِ وغَيْرِ ذَلِكَ عِنْدَ المُؤْمِنِينَ مَعَ اجْتِهادِهِ في إخْفائِها أنَّ بَعْضَهم أفْشاها فَعُلِمَتْ مِن قِبَلِهِ ﴿أتُحَدِّثُونَهُمْ﴾ مِنَ التَّحْدِيثِ وهو تَكْرارُ حَدَثِ القَوْلِ أيْ واقِعِهِ ﴿بِما فَتَحَ اللَّهُ﴾ ذُو الجَلالِ والجَمالِ ﴿عَلَيْكُمْ﴾ مِنَ العِلْمِ القَدِيمِ الَّذِي أتاكم عَلى ألْسِنَةِ رُسُلِكم أوْ بِما عُذِّبَ بِهِ بَعْضُكم. والفَتْحُ قالَ الحَرالِّيُّ تَوْسِعَةُ الضَّيِّقِ حِسًّا ومَعْنًى (p-٤٨٩)﴿لِيُحاجُّوكُمْ﴾ أيِ المُؤْمِنُونَ ﴿بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾ والمُحاجَّةُ تَثْبِيتُ القَصْدِ والرَّأْيِ بِما يُصَحِّحُهُ. ولَمّا كانَ عِنْدَهم أنَّ إفْشاءَهم لِمِثْلِ هَذا مِن فِعْلِ مَن لا يَفْعَلُ قالُوا إنْكارًا مِن بَعْضِهِمْ عَلى بَعْضٍ ﴿أفَلا تَعْقِلُونَ﴾ ويُمْكِنُ أنْ يَكُونَ خِطابًا لِلْمُؤْمِنِينَ المُخاطَبِينَ يَتَطَمَّعُونَ، أيْ أفَلا يَكُونُ لَكم عَقْلٌ لِيَرُدَّكم ذَلِكَ عَنْ تَعْلِيقِ الأمَلِ بِإيمانِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب