الباحث القرآني

قَوْلُهُ: ﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ﴾ والتَّوَلِّي قالَ الأصْفَهانِيُّ: أصْلُهُ الإعْراضُ عَنِ الشَّيْءِ بِالجِسْمِ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ في الإعْراضِ عَنِ الأمْرِ والدِّينِ. انْتَهى. وهو هُنا الإعْراضُ المُتَكَلَّفُ بِما يُفْهِمُهُ التَّفَعُّلُ - قالَهُ الحَرالِّيُّ. وذَلِكَ لِأنَّ النُّفُوسَ إذا تَوَطَّنَتْ عَلى أمْرِ اللَّهِ فَرَأتْ مَحاسِنَهُ فَرَجَعَتْ بِذَلِكَ إلى نَحْوٍ مِنَ الفِطَرِ الأُولى لَمْ تَرْجِعْ عَنْهُ إلّا بِمُنازَعَةٍ مِنَ الهَوى شَدِيدَةٍ. (p-٤٦٣)ولَمّا كانَ تَوَلِّيهِمْ لَمْ يَسْتَغْرِقْ زَمَنَ البُعْدِ أُدْخِلَ الجارُّ فَقالَ: ﴿مِن بَعْدِ ذَلِكَ﴾ أيِ التَّأْكِيدِ العَظِيمِ عَنِ الوَفاءِ بِهِ ﴿فَلَوْلا﴾ أيْ فَتَسَبَّبَ عَنْ تَوَلِّيكم أنَّهُ لَوْلا ﴿فَضْلُ اللَّهِ﴾ أيِ الَّذِي لَهُ الجَلالُ والإكْرامُ مُسْتَعْلٍ ﴿عَلَيْكم ورَحْمَتُهُ﴾ بِالعَفْوِ والتَّوْبَةِ والإكْرامِ بِالهِدايَةِ والنَّصْرِ عَلى الأعْداءِ ﴿لَكُنْتُمْ مِنَ الخاسِرِينَ﴾ بِالعُقُوبَةِ وتَأبُّدِ الغَضَبِ، وأيْضًا فَلَمّا (p-٤٦٤)كانَ يُمْكِنُهم أنْ يَدَعُوا الإيمانَ والعَمَلَ الصّالِحَ عُقِّبَتْ تِلْكَ بِآيَةِ المِيثاقِ إشارَةً إلى أنَّهُ لَيْسَ المُنَجِّي الإيمانَ في الجُمْلَةِ بَلِ الإيمانُ بِجَمِيعِ ما أخَذَ عَلَيْهِمْ بِهِ المِيثاقَ إشارَةً إلى أنَّهُ لَيْسَ المُنَجِّي الإيمانَ في الجُمْلَةِ بَلِ الإيمانُ بِجَمِيعِ ما أخَذَ عَلَيْهِمْ بِهِ المِيثاقَ، وهو جَمِيعُ ما آتاهم في التَّوْراةِ إيمانًا مَصْحُوبًا بِالقُوَّةِ، ومِمّا آتاهم صِفَةُ عِيسى ومُحَمَّدٍ عَلَيْهِما السَّلامُ والأمْرُ بِاتِّباعِهِما، فَهو مِمّا أُخِذَ عَلَيْهِمْ بِهِ العَهْدُ وقَدْ كَفَرُوا بِهِ فَلَمْ يَصِحَّ لَهم إيمانٌ ولا عَمَلٌ، لِأنَّ التَّفْرِقَةَ بَيْنَ ما أتى مِنهُ سُبْحانَهُ زَنْذَقَةٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب