الباحث القرآني

ولَمّا كانَ مِن حَقِّ مَن عانَدَ السَّيِّدَ الأخْذُ سَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ قَوْلَهُ: ﴿فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا﴾ أيْ تَرْكَ الرِّبا. قالَ الحَرالِّيُّ: في إشْعارِهِ أنَّ طائِفَةً مِنهم لا يَذَرُونَهُ بَعْدَ تَحْرِيمِهِ بِما أنَّهم لَيْسُوا مِنَ الَّذِينَ كانُوا مُؤْمِنِينَ. انْتَهى. ﴿فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ﴾ أيْ عَظِيمَةٍ. قالَ الحَرالِّيُّ: والحَرْبُ مُدافَعَةٌ بِشِدَّةٍ عَنِ اتِّساعٍ، المُدافِعُ بِما يَطْلُبُ مِنهُ الخُرُوجَ عَنْهُ فَلا يَسْمَحُ بِهِ ويُدافِعُ عَنْهُ بِأشَدِّ مُسْتَطاعٍ؛ ثُمَّ عَظَّمَ أمْرَها بِإيرادِ الِاسْمِ الأعْظَمِ فَقالَ: ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ العَظِيمِ الجَلِيلِ ﴿ورَسُولِهِ﴾ ﷺ الَّذِي هو أعْظَمُ الخَلائِقِ بِتَشْرِيفِهِ بِالإضافَةِ إلَيْهِ. وقالَ (p-١٤٠)الحَرالِّيُّ: الَّذِي هَيَّأهُ لِلرَّحْمَةِ، فَكانَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ مُحارِبًا لَهُ، فانْقَطَعَتْ وصْلَتُهُ مِنَ الرَّحِيمِ والشَّفِيعِ. انْتَهى. ﴿وإنْ تُبْتُمْ﴾ أيْ فَعَلْتُمْ بَعْدَ الإذْنِ بِالقِتالِ أوْ قَبْلَهُ ما أمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ مِن تَرْكِ ما بَقِيَ مِنهُ ﴿فَلَكم رُءُوسُ أمْوالِكُمْ﴾ أيْ كَما هو حالُ البَيْعِ. ولَمّا كانَ ذَلِكَ هو العَدْلَ لِأنَّهُ الحَقُّ قالَ: ﴿لا تَظْلِمُونَ﴾ أيْ بِأخْذِ شَيْءٍ مِمّا بَقِيَ مِنَ الرِّبا ﴿ولا تُظْلَمُونَ﴾ بِنَقْصٍ مِن رَأْسِ المالِ أوْ دَفْعٍ بِمِطالٍ لِأنَّهُ الحَقُّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب