الباحث القرآني

ولَمّا كانَ الإحْياءُ والإماتَةُ مِن أظْهَرِ آياتِ الرَّبّانِيَّةِ وأخَصِّها بِها أظْهَرَ سُبْحانَهُ وتَعالى الغَيْرَةَ عَلَيْها تارَةً بِإبْهاتِ المُدَّعِي لِلْمُشارَكَةِ، وتارَةً (p-٥٤)بِإشْهادِ المُسْتَبْعِدِ في نَفْسِهِ وغَيْرِهِ بِفِعْلِ رَبِّهِ، وتارَةً بِإشْهادِ المُسْتَرْشِدِ في غَيْرِهِ بِنَفْسِهِ مُعَبِّرًا في كُلٍّ مِنها بِما اقْتَضاهُ حالُهُ وأشْعَرَ بِهِ سُؤالُهُ، فَعَبَّرَ في الكافِرِ بِإلى إشارَةً إلى أنَّهُ في مَحَلِّ البُعْدِ عَنِ المُخاطَبِ ﷺ، وفي المُتَعَجِّبِ بِإسْقاطِها إسْقاطًا لِذَلِكَ البُعْدِ، وفي المُسْتَرْشِدِ المُسْتَطْلِعِ بِإذْ كَما هي العادَةُ المُسْتَمِرَّةُ في أهْلِ الصَّفاءِ والمَحَبَّةِ والوَفاءِ فَأتْبَعَ التَّعْجِيبَ مِن حالِ المُحاجِجِ التَّعْجِيبَ أيْضًا مِن حالِ مَنِ اسْتَعْظَمَ إحْياءَهُ تَعالى لِتِلْكَ القَرْيَةِ. ولَمّا كانَ مَعْنى ﴿ألَمْ تَرَ﴾ [البقرة: ٢٥٨] هَلْ رَأيْتَ لِأنَّ هَلْ كَما ذَكَرَ الرَّضِيُّ وغَيْرُهُ تَخْتَصُّ مَعَ كَوْنِها لِلِاسْتِفْهامِ بِأنْ تُفِيدَ فائِدَةَ النّافِي حَتّى جازَ أنْ يَجِيءَ بَعْدَها ”إلّا“ قَصْدًا لِلْإيجابِ كَقَوْلِهِ سُبْحانَهُ وتَعالى ﴿هَلْ جَزاءُ الإحْسانِ إلا الإحْسانُ﴾ [الرحمن: ٦٠] وقَوْلِهِ سُبْحانَهُ وتَعالى ﴿هَلْ هَذا إلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ [الأنبياء: ٣] كانَ كَأنَّهُ قِيلَ: هَلْ رَأيْتَ الَّذِي حاجَّ إبْراهِيمَ ﴿أوْ﴾ هَلْ رَأيْتَ ﴿كالَّذِي﴾ ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ لِأنَّ أخْبارَ الأوَّلِينَ إنَّما هي مَواعِظُ لَنا: أقَوْمُكَ كَهَذا المُحاجِّ لِأعْظَمِ إبائِهِمْ فَهم يَقُولُونَ: إنَّ الإحْياءَ لَيْسَ عَلى حَقِيقَتِهِ بِالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، (p-٥٥)أوْ هم كالَّذِي ﴿مَرَّ﴾ قالَ الحَرالِّيُّ: [مِنَ المُرُورِ] وهو جَعْلُ الشَّيْءِ عَلى مَسْلَكٍ إلى غَيْرِهِ مَعَ التِفاتٍ إلَيْهِ [فِي] سَبِيلِهِ ﴿عَلى قَرْيَةٍ﴾ وهي الَّتِي خَرَجَ مِنها الأُلُوفُ أوْ بَيْتُ المَقْدِسِ ﴿وهِيَ خاوِيَةٌ﴾ أيْ مُتَهَدِّمَةٌ ساقِطَةٌ جُدْرانُها ﴿عَلى عُرُوشِها﴾ أيْ سُقُوفِها، أوْ خالِيَةٌ عَلى بَقاءِ سُقُوفِها. قالَ الحَرالِّيُّ: مِنَ الخَوا وهو خُلُوُّ الشَّيْءِ عَمّا شَأْنُهُ أنْ يُعِينَهُ حِسًّا أوْ مَعْنىً، والعُرُوشُ جَمْعُ عَرْشٍ مِن نَحْوِ مَعْنى العَرِيشِ وهو ما أُقِيمَ مِنَ البِناءِ عَلى حالَةِ عُجالَةٍ يَدْفَعُ سَوْرَةَ الحَرِّ والبَرْدِ ولا يَدْفَعُ جُمْلَتَها كالكِنِّ المُشَيَّدِ، فَكانَ المُشَيَّدُ في الحَقِيقَةِ عَرِيشًا لِوَهاءِ الدُّنْيا بِجُمْلَتِها في عَيْنِ الِاسْتِبْصارِ. انْتَهى. ولَمّا كانَ كَأنَّهُ قِيلَ: ما الَّذِي في حالِهِ ذَلِكَ مِمّا يَعْجَبُ مِنهُ؟ قِيلَ: ﴿قالَ أنّى يُحْيِي هَذِهِ﴾ أيِ القَرْيَةَ ﴿اللَّهُ﴾ أيِ الَّذِي لَهُ الأمْرُ كُلُّهُ ﴿بَعْدَ مَوْتِها﴾ أيْ بِما صارَتْ إلَيْهِ مِنَ الخَرابِ وذَهابِ الأهْلِ فَيُعِيدُها إلى ما كانَتْ عَلَيْهِ عامِرَةً آهِلَةً. قالَ الحَرالِّيُّ: وفي لَفْظَةِ ”أنّى“ لِشُمُولِ مَعْناها لِمَعْنى كَيْفَ وحَيْثُ ومَتى اسْتِبْعادُهُ الإحْياءَ في الكَيْفِ والمَكانِ والزَّمانِ، ومَنشَأُ هَذا الِاسْتِبْعادِ إنَّما يُطَوِّقُ النَّفْسَ (p-٥٦)مِن طَلَبِها لِمَعْرِفَةِ تَكْيِيفِ ما لا يَصِلُ إلَيْهِ عِلْمُها. انْتَهى. ولَمّا كانَ هَذا المُسْتَبْعِدُ قاصِرًا عَنْ رُتْبَةِ الخَلِيلِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ في التَّهَيُّؤِ لِلطُّمَأْنِينَةِ بَلْ كانَ إيقانُهُ عَلى الكَيْفِيَّةِ مُتَوَقِّفًا في الحِكْمَةِ عَلى تَرْكِهِ في عالَمِ الغَيْبِ المُدَّةَ الَّتِي ضُرِبَتْ لِبَقائِهِ مَيِّتًا لِيَكُونَ ذَلِكَ كالتَّخْمِيرِ في الطِّينِ لِتَتَهَيَّأ نَفْسُهُ لِعِلْمِ ذَلِكَ والإيقانِ بِهِ قالَ: ﴿فَأماتَهُ﴾ أيْ فَتَسَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ أنْ أماتَهُ ﴿اللَّهُ﴾ أيِ الَّذِي لا كُفْؤَ لَهُ فَمَهْما أرادَ كانَ [لِإيقانِهِ عَلى عِلْمِ ذَلِكَ عِنايَةً مِنَ اللَّهِ بِهِ] ﴿مِائَةَ﴾ ولَمّا كانَ المُرادُ أنَّ مُدَّةَ مَوْتِهِ كانَتْ طَوِيلَةً لِيَكُونَ قَدْ بَلِيَ فِيها فَتَكُونَ إعادَتُهُ أمْكَنَ في القُدْرَةِ عَلى ما تَسْتَبْعِدُهُ العَرَبُ وأنَّ ذَلِكَ الزَّمانَ كانَ حَسَنًا طَيِّبًا لِقَبُولِهِ الإحْياءَ والعِمارَةَ عَبَّرَ عَنْهُ بِما يَدُلُّ عَلى السَّعَةِ فَقالَ: ﴿عامٍ﴾ حَتّى بَلِيَ حِمارُهُ وحَفِظَ طَعامَهُ وشَرابَهُ مِنَ التَّغَيُّرِ لِيَتَحَقَّقَ كَمالُ القُدْرَةِ بِحِفْظِ ما شَأْنُهُ التَّغَيُّرُ وتَغَيُّرِ ما شَأْنُهُ البَقاءُ وإعادَةُ ما فَنِيَ. قالَ الحَرالِّيُّ: وخَصَّ المِائَةَ لِكَمالِها في العَدِّ المُثَلَّثِ مِنَ الآحادِ [و] العَشَراتِ وعُشْرُها وتْرُ الشَّفْعِ لِأنَّ ما تَمَّ في الثّالِثِ كانَ ما زادَ عَلَيْهِ تَكْرارًا يُجْزِئُ عَنْهُ الثَّلاثُ ﴿ثُمَّ بَعَثَهُ﴾ في بَيانِهِ إشْعارٌ (p-٥٧)بِأنَّ بَدَنَهُ لَمْ يَتَغَيَّرْ ولا فَنِيَ فَناءَ حِمارِهِ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ ثُمَّ نَشَرَهُ واللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى أعْلَمُ كَما قالَ ﴿ثُمَّ إذا شاءَ أنْشَرَهُ﴾ [عبس: ٢٢] انْتَهى. ولَمّا أحاطَ العِلْمُ بِأنَّ هَذا العَمَلَ لِأجْلِ إيقانِهِ عَلى القُدْرَةِ تَشَوَّفَتِ النَّفْسُ إلى ما حَصَلَ لَهُ بَعْدَ البَعْثِ فَأُجِيبَتْ بِقَوْلِهِ تَنْبِيهًا لَهُ ولِكُلِّ سامِعٍ عَلى ما في قِصَّتِهِ مِنَ الخَوارِقِ: ﴿قالَ﴾ أيْ لَهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى أوْ مَن شاءَ مِمَّنْ خِطابُهُ ناشِئٌ عَنْهُ ﴿كَمْ لَبِثْتَ﴾ أيْ في رَقْدَتِكَ هَذِهِ ﴿قالَ﴾ لِنَظَرِهِ إلى سَلامَةِ طَعامِهِ وشَرابِهِ ﴿لَبِثْتُ يَوْمًا﴾ ثُمَّ تَغَيَّرَ ظَنُّهُ بِحَسَبِ الشَّمْسِ أوْ غَيْرِها فَقالَ: ﴿أوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾ وكَأنَّهُ اسْتَعْجَلَ بِهَذا الجَوابِ - كَما هي عادَةُ الإنْسانِ - قَبْلَ النَّظَرِ إلى حِمارِهِ ﴿قالَ﴾ أيِ الَّذِي خاطَبَهُ مُضْرِبًا عَنْ جَوابِهِ بَيانًا لِأنَّهُ غَلَطٌ ظاهِرٌ ﴿بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ﴾ مُعَبِّرًا عَنِ الحَوْلِ بِلَفْظٍ يَدُورُ عَلى مَعْنى السَّعَةِ والِامْتِدادِ والطُّولِ [ودَلَّهُ] عَلى ذَلِكَ وعَلى كَمالِ القُدْرَةِ بِقَوْلِهِ: ﴿فانْظُرْ إلى طَعامِكَ وشَرابِكَ﴾ أيِ الَّذِي كانَ مَعَكَ لَمّا رَقَدْتَ وهو أسْرَعُ الأشْياءِ فَسادًا تِينٌ وعَصِيرٌ ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ مِنَ السَّنَةِ أيْ يَتَغَيَّرْ بِمَرِّ السِّنِينَ عَلى طُولِ مُرُورِها وقُوَّةِ تَقَلُّباتِها وتَأْثِيرِها، ومَعْنى القِراءَةِ بِهاءِ السَّكْتِ أنَّ الخَبَرَ بِذَلِكَ أمْرٌ جازِمٌ مُقْنِعٌ لا مِرْيَةَ فِيهِ ولا تَرَدُّدَ أصْلًا ﴿وانْظُرْ إلى﴾ ﴿حِمارِكَ﴾ بالِيًا رَمِيمًا، فَجَمَعَ اللَّهُ [لَهُ] سُبْحانَهُ (p-٥٨)وتَعالى بَيْنَ آيَتَيِ الرَّطْبِ في حِفْظِهِ واليابِسِ في نَقْضِهِ. ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: فَعَلْنا ذَلِكَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لَكَ عَلى كَمالِ القُدْرَةِ أوْ لِتَعْلَمَ أنْتَ قُدْرَتَنا، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ: ﴿ولِنَجْعَلَكَ﴾ أيْ في مَجْمُوعِ خَبَرِكَ ﴿آيَةً لِلنّاسِ﴾ أيْ كافَّةً فَكانَ أمْرُهُ إبْقاءً وتَثْبِيتًا آيَةً في مَوْجُودِ الدُّنْيا عَلى ما سَيَكُونُ في أمْرِ الآخِرَةِ قِيامَ ساعَةٍ وبَعْثًا ونُشُورًا، قالَهُ الحَرالِّيُّ. ولَمّا أمَرَهُ بِالنَّظَرِ إلى ما جَعَلَهُ لَهُ آيَةً عَلى لُبْثِهِ ذَلِكَ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ أمَرَهُ بِالنَّظَرِ إلى ما جَعَلَهُ لَهُ آيَةً عَلى اقْتِدارِهِ عَلى الإحْياءِ كَيْفَ ما أرادَ فَقالَ: ﴿وانْظُرْ إلى العِظامِ﴾ أيْ مِن حِمارِكَ وهي جَمْعُ عَظْمٍ وهو عِمادُ البَدَنِ الَّذِي عَلَيْهِ مُقَوِّمُ صُورَتِهِ ﴿كَيْفَ نُنْشِزُها﴾ قالَ الحَرالِّيُّ: بِالرّاءِ مِنَ النَّشْرِ وهو عَوْدُ الفانِي إلى صُورَتِهِ الأُولى وبِالضَّمِّ جَعْلٌ وتَصْيِيرٌ إلَيْهِ، وبِالزّايِ مِنَ النَّشْزِ وهو إظْهارُ الشَّيْءِ وإعْلاؤُهُ، مِن نَشَزِ الأرْضِ وهو ما ارْتَفَعَ مِنها وظَهَرَ. انْتَهى. وضُمَّ بَعْضُها إلى بَعْضٍ عَلى ما كانَتْ عَلَيْهِ يَنْظِمُ ذَلِكَ كُلَّهُ ﴿ثُمَّ نَكْسُوها لَحْمًا﴾ قالَ الحَرالِّيُّ: جَعَلَ حَياتَهُ بَعْثًا وحَياةَ حِمارِهِ نُشُورًا وأراهُ [النَّشْرَ]، واللَّحْمَ الَّذِي لُحِمَ بَيْنَ العِظامِ حَتّى (p-٥٩)صارَتْ صُورَةً واحِدَةً لِيَتَبَيَّنَ أمْرُ السّاعَةِ عِيانًا فَيَكُونَ حُجَّةً عَلى الكافِرِ والمُسْتَبْعِدِ ﴿فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ﴾ أيْ هَذا الأمْرُ الخارِقُ الباهِرُ الدّالُّ عَلى ما وصَفَ سُبْحانَهُ وتَعالى بِهِ نَفْسَهُ المُقَدَّسَةَ في آيَةِ الكُرْسِيِّ. قالَ الحَرالِّيُّ: وفي صِيغَةِ تَفَعَّلَ إشْعارٌ بِتَرَدُّدِهِ في النَّظَرِ بَيْنَ الآيَتَيْنِ حَتّى اسْتَقَرَّ عِنْدَهُ أمْرُ ما أُعْلِمَ بِهِ واضْمَحَلَّ عِنْدَهُ ما قَدَّرَهُ ﴿قالَ أعْلَمُ﴾ بِصِيغَةِ الفِعْلِ بِناءً عَلى نَفْسِهِ وبِصِيغَةِ الأمْرِ إفادَةً لِغَيْرِهِ ما عَلِمَ لِتَدُلَّ القِراءَتانِ عَلى أنَّهُ عَلِمَ وعُلِّمَ لِأنَّ العِلْمَ إنَّما يَتِمُّ حِينَ يَصِلُ إلى غَيْرِ العالِمِ [فَيَجْمَعُ فَضْلَ العِلْمِ والتَّعْلِيمِ. انْتَهى. ويَجُوزُ أنْ يَدُلَّ التَّعْبِيرُ بِالمُضارِعِ في أعْلَمُ عَلى أنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُتَّصِفًا بِهَذا العِلْمِ] مِن غَيْرِ نَظَرٍ إلى حالٍ ولا اسْتِقْبالٍ ويَكُونُ ذَلِكَ اعْتِذارًا عَنْ تَعْبِيرِهِ في التَّعْجِيبِ بِما دَلَّ عَلى الِاسْتِبْعادِ بِأنَّهُ إنَّما قالَهُ اسْتِبْعادًا لِتَعْلِيقِ القُدْرَةِ بِذَلِكَ لا لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ ﴿أنَّ اللَّهَ﴾ أيْ لِما أعْلَمُ مِن عَظَمَتِهِ ﴿عَلى كُلِّ شَيْءٍ﴾ أيْ مِن هَذا وغَيْرِهِ ﴿قَدِيرٌ﴾ قالَ الحَرالِّيُّ: في إشْعارِهِ إلْزامُ البَصائِرِ شُهُودَ قُدْرَةِ اللَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى في تَعَيُّنِها في الأسْبابِ الحِكْمِيَّةِ الَّتِي تَتَقَيَّدُ بِها الأبْصارُ إلْحاقًا لِما دُونَ آيَةِ الإحْياءِ والإماتَةِ بِأمْرِها لِيَسْتَوِيَ في العِلْمِ أنَّ مُحْيِيكَ هو مُصَرِّفُكَ، فَكَما أنَّ حَياتَكَ بِقُدْرَتِهِ [فَكَذَلِكَ عَمَلُكَ (p-٦٠)بِقُدْرَتِهِ] فَلاءَمَ تَفْصِيلُ إفْرادِ القُدْرَةِ لِلَّهِ بِما تَقَدَّمَ مِن إبْداءِ الحِفْظِ بِاللَّهِ والعَظَمَةِ لِلَّهِ، فَكَأنَّها جَوامِعُ وتَفاصِيلُ كُلُّها تَقْتَضِي إحاطَةَ أمْرِ اللَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى بِكُلِّيَّةِ ما أجْمَلَ وبِدَقائِقِ تَفاصِيلِ ما فَصَّلَ. انْتَهى. وفي الآيَةِ بَيانٌ لِوَجْهِ مُغالَطَةِ الكافِرِ لِمَنِ اسْتَخَفَّهُ مِن قَوْمِهِ في المُحاجَّةِ مَعَ الخَلِيلِ صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِ بِأنَّ الإحْياءَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ بِهِ المَلِكُ الأُلُوهِيَّةَ هو هَذا الإحْياءُ الحَقِيقِيُّ لا التَّخْلِيَةُ عَمَّنِ اسْتَحَقَّ القَتْلَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب