الباحث القرآني

فَلَمّا تَقَرَّرَ ذَلِكَ كُلُّهُ، كانَتْ فَذْلَكَتُهُ مِن غَيْرِ تَوَقُّفِ ﴿أُولَئِكَ﴾ [البقرة: ٥] أيِ الشَّدِيدُو البُعْدِ مِنَ الصَّوابِ ﴿الَّذِينَ اشْتَرَوُا﴾ أيْ لَجُّوا في هَواهم فَكَلَّفُوا أنْفُسَهم ضِدَّ ما فَطَرَها اللَّهُ عَلَيْهِ مَعَ ما نَصَبَ مِنَ الأدِلَّةِ حَتّى أخَذُوا ﴿الضَّلالَةَ﴾ أيِ الَّتِي هي أقْبَحُ الأشْياءِ ﴿بِالهُدى﴾ الَّذِي هو خَيْرُ الأشْياءِ، ومَدارُ كُلِّ ذِي شُعُورِ عَلَيْهِ، فَكَأنَّهُ لِوُضُوحِ ما قامَ عَلَيْهِ مِنَ الأدِلَّةِ مَعَ ما رَكَّزَ مِنهُ في الفِطَرِ كانَ في أيْدِيهِمْ فَباعُوهُ بِها، وسَيَأْتِي في سُورَةِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ بَيانُ أنَّ مادَّةَ شَرى بِتَراكِيبِها الِاثْنَيْ عَشَرَ تَدُورُ عَلى اللَّجاجَةِ ﴿فَما﴾ أيْ فَتَسَبَّبَ عَنْ فِعْلِهِمْ هَذا أنَّهُ ما ﴿رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ﴾ مَعَ ادِّعائِهِمْ أنَّهم أبْصَرُ النّاسِ بِها ﴿وما كانُوا﴾ في نَفْس جِبِلّاتِهِمْ ﴿مُهْتَدِينَ﴾ لِأنَّهم مَعَ أنَّهم لَمْ يَرْبَحُوا أضاعُوا رَأْسَ المالِ، لِأنَّهُ لَمْ يَبْقَ (p-١١٨)فِي أيْدِيهِمْ غَيْرُ الضَّلالِ الَّذِي صاحِبُهُ في دُونِ رُتْبَةِ البَهائِمِ مَعَ زَعْمِهِمْ أنَّهُ لا مِثْلَ لَهم في الهِدايَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب