الباحث القرآني
ولَمّا أمَرَهم بِالثِّقَةِ بِهَذا الكِتابِ ما نُسِخَ مِنهُ وما لَمْ يُنْسَخْ وأنْ (p-١٠٨)لا يَعُوقَهم عَنْهُ طَعْنُ الطّاعِنِينَ ولا حَسَدُ الحاسِدِينَ وأمَرَهم بِالإعْراضِ عَنِ الغَيْرِ أمَرَهم بِالإقْبالِ عَلى إصْلاحِ النَّفْسِ والإحْسانِ إلى الغَيْرِ مِمّا اتَّصَفَ بِهِ المُهْتَدُونَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ومِمّا رَزَقْناهم يُنْفِقُونَ﴾ [البقرة: ٣] ولَمّا كانَ المَقْصُودُ مِنَ الصَّلاةِ قَصْرَ الهِمَّةِ والنِّيَّةِ عَلى الحَضْرَةِ الإلَهِيَّةِ وتَفْرِيغَ البالِ مِن جَمِيعِ الشَّواغِلِ عَلِمَ أنَّ التَّقْدِيرَ بَعْدَ الخَتْمِ بِشُمُولِ القُدْرَةِ فاعْلَمُوا ذَلِكَ وثِقُوا بِهِ،
﴿وأقِيمُوا الصَّلاةَ﴾: الَّتِي هي مَعَ كَوْنِها سَنَبْتَلِيكم في قِبْلَتِها بِالنَّسْخِ قِوامَ الدِّينِ والمُعِينَةَ عَلى جَمِيعِ النَّوائِبِ بِإعانَةِ الخالِقِ الَّذِي قَصَدَ بِها الإقْبالَ عَلَيْهِ والتَّقَرُّبَ إلَيْهِ،
﴿وآتُوا الزَّكاةَ﴾ الَّتِي هي قَرِينَةُ الصَّلاةِ، فَمَن فَرَّقَ بَيْنَهُما فَقَدْ نَسَخَ ما أثْبَتَ اللَّهُ فاسْتَحَقَّ القِتالَ لِيَرْجِعَ عَمّا ارْتَكَبَ مِنَ الضَّلالِ، وهي مِن أعْظَمِ نَفَقاتِ المُؤْمِنِينَ إحْسانًا إلى الخَلائِقِ إنْ كُنْتُمْ مُصَلِّينَ بِالحَقِيقَةِ، فَإنَّ المالَ بَعْضُ (p-١٠٩)ما صَرَفَتْ عَنْهُ الصَّلاةُ مِن أعْراضِ الدُّنْيا.
ولَمّا كانَ قَوْلُهُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا﴾ [البقرة: ١٠٤] وما بَعْدَهُ خِطابًا لِلْمُؤْمِنِينَ تَحْذِيرًا مِن كَيْدِ أعْدائِهِمْ بِالنَّهْيِ عَمّا يُرْدِيهِمْ والأمْرِ بِما يُنْجِيهِمْ وخَتَمَهُ بِهَذِهِ الآيَةِ فَذْلَكَةً لِذَلِكَ كُلِّهِ جَمِيعًا لِمَعانِيهِ وفَتَحَها بِرَأْسِ العِباداتِ البَدَنِيَّةِ والمالِيَّةِ وكانَتْ ”ال“ مُشِيرَةً إلى الواجِبِ مِن ذَلِكَ خَتَمَ الآيَةَ نَفْسَها بِالأمْرِ العامِّ الجامِعِ، فَقالَ: ﴿وما تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكم مِن خَيْرٍ﴾ أيْ: مِنَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ وغَيْرِهِما فَرْضًا ونَفْلًا،
﴿تَجِدُوهُ﴾ وزادَ تَرْغِيبًا فِيهِ بِقَوْلِهِ: ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ أيِ: الجامِعِ لِصِفاتِ الكَمالِ، فَهو يَحْفَظُهُ بِما لَهُ مِنَ العِلْمِ والقُدْرَةِ ويُرَبِّيهِ بِما لَهُ مِنَ الكَرَمِ والرَّحْمَةِ إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِن أُمُورِ الفَضْلِ.
ولَمّا كانَ الشَّيْءُ قَدْ يُهْمَلُ لِكَوْنِهِ صَغِيرًا وقَدْ لا يُطَّلَعُ عَلَيْهِ لِكَوْنِهِ خَفِيًّا حَقِيرًا قالَ مُرَغِّبًا مُرَهِّبًا: ﴿إنَّ اللَّهَ﴾ المُحِيطَ قُدْرَةً وعِلْمًا،
﴿بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ وأظْهَرَ الِاسْمَ في مَوْضِعِ الإضْمارِ إشْعارًا بِالِاسْتِئْنافِ لِلْخَيْرِ لِيَكُونَ خَتْمًا جامِعًا؛ لِأنَّهُ لَوْ عادَ عَلى خُصُوصِ هَذا الخِطابِ لَكانَ ”إنَّهُ“، وذَلِكَ لَأنَّ تَجْدِيدَ الإظْهارِ يَقَعُ بِمَعْنى رَدِّ (p-١١٠)خَتْمِ الخِطابِ عَلى إحاطَةِ جُمْلَتِهِ، قالَهُ الحَرالِّيُّ. والمَعْنى: أنَّهُ لَوْ أضْمَرَ لَكانَ رُبَّما أفْهَمَ تَقَيُّدَ عِلْمِهِ بِحَيْثِيَّةِ ما تَقَدَّمَ مِن عَمَلِ الخَيْرِ؛ وعَلى مِثْلِ هَذا دَلَّ قَوْلُ العَلّامَةِ شَمْسِ الدِّينِ الغَزِّيِّ في أوَّلِ شَرْحِهِ لِإيساغُوجِي: الغالِبُ في المُضْمَرِ إرادَةُ المَعْنى الأوَّلِ، وأمّا حَدِيثُ: إعادَةِ الشَّيْءِ مَعْرِفَةً. فَأصْلٌ يُعْدَلُ عَنْهُ كَثِيرًا لِلْقَرائِنِ.
{"ayah":"وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق