الباحث القرآني

﴿قالَ كَذَلِكَ﴾ أيِ الأمْرُ؛ ثُمَّ عَلَّلَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿قالَ رَبُّكَ﴾ [أيِ -] الَّذِي عَوَّدَكَ بِالإحْسانِ، [وذَكَرَ مَقُولَ القَوْلِ فَقالَ -]: ﴿هُوَ﴾ أيْ خَلْقُ يَحْيى مِنكُما عَلى هَذِهِ الحالَةِ ﴿عَلَيَّ﴾ أيْ خاصَّةً ﴿هَيِّنٌ﴾ لا فَرْقَ عِنْدِي بَيْنَهُ وبَيْنَ غَيْرِهِ ﴿وقَدْ خَلَقْتُكَ﴾ أيْ قَدَّرْتُكَ وصَوَّرْتُكَ [وأوْجَدْتُكَ -]. ولَمّا كانَ القَصْدُ تَشْبِيهَ حالِهِ بِالإتْيانِ مِنهُ بِوَلَدٍ عَلى ضَعْفِ السَّبَبِ بِتَقْدِيرِهِ مِنَ النُّطْفَةِ عَلى ضَعْفِ سَبَبِيَّتِها [لِكَوْنِها -] تارَةً تُثْمِرُ وتارَةً لا، وهو الأغْلَبُ، أتى بِالجارِّ إشارَةً إلى ذَلِكَ فَقالَ: ﴿مِن قَبْلُ﴾ [أيْ قَبْلَ -] هَذا الزَّمانِ ﴿ولَمْ﴾ أيْ والحالُ أنَّكَ لَمْ. ولَمّا كانَ عَلَيْهِ السَّلامُ شَدِيدَ التَّشَوُّفِ لِما يُلْقى عَلَيْهِ مِنَ المَعْنى في هَذِهِ البُشْرى، أوْجَزَ لَهُ حَتّى بِحَذْفِ النُّونِ [ولِيُثْبِتَ أنَّهُ لَيْسَ لَهُ مِن ذاتِهِ إلّا العَدَمُ المَحْضُ، ويَنْفِيَ أنْ يَكُونَ لَهُ مِن ذاتِهِ وُجُودٌ ولَوْ عَلى أقَلِّ دَرَجاتِ الكَوْنِ لِاقْتِضاءِ حالِهِ في هَذا التَّعَجُّبِ لِتَذْكِيرِهِ في ذَلِكَ فَقالَ -]: ﴿تَكُ شَيْئًا﴾ (p-١٧٧)أيْ [يُعْتَدُّ بِهِ -]، ثُمَّ أبْرَزْتُكَ عَلى ما أنْتَ عَلَيْهِ حِينَ أرَدْتُ، فَتَحَقَّقَ بِهَذا أنَّهُ مِنَ امْرَأتِهِ هَذِهِ العاقِرِ في حالِ كَوْنِهِما شَيْخَيْنِ،
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب