الباحث القرآني

﴿قالَ﴾ عالِمًا بِصِدْقِها طالِبًا لِتَأْكِيدِها، والتَّلْذِيذِ بِتَرْدِيدِها، وهَلْ ذَلِكَ مِنَ امْرَأتِهِ أوْ غَيْرِها؟ وهَلْ إذا كانَ مِنها يَكُونانِ عَلى حالَتِهِما مِنَ الكِبَرِ أوْ غَيْرِها غَيْرَ طائِشٍ ولا عَجِلٍ ﴿رَبِّ﴾ أيِ المُحْسِنِ إلَيَّ بِإجابَةِ دُعائِي دائِمًا ﴿أنّى﴾ أيْ (p-١٧٥)مِن أيْنَ وكَيْفَ وعَلى أيِّ حالٍ ﴿يَكُونُ لِي غُلامٌ﴾ يُولَدُ لِي عَلى غايَةِ القُوَّةِ والنَّشاطِ والكَمالِ في الذُّكُورَةِ ﴿وكانَتِ﴾ [أيْ -] والحالُ أنَّهُ كانَتِ ﴿امْرَأتِي﴾ إذْ كانَتْ شابَّةً ﴿عاقِرًا﴾ غَيْرَ قابِلَةٍ لِلْوَلَدِ عادَةً وأنا وهي شابّانِ فَلَمْ يَأْتِنا ولَدٌ لِاخْتِلالِ أحَدِ السَّبَبَيْنِ فَكَيْفَ بِها وقَدْ أسَنَّتْ! ﴿وقَدْ بَلَغْتُ﴾ أنا ﴿مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا﴾ أيْ أمْرًا [فِي اليُبْسِ -] مُجاوِزًا لِلْحَدِّ هو غايَةٌ في الكِبَرِ ما بَعْدَها غايَةٌ، وقَدْ حَصَلَ مِن ذَلِكَ مِنَ الضَّعْفِ ويُبْسِ الأعْضاءِ وقَحْلِها ما يَمْنَعُ في العادَةِ مِن حُصُولِ الوَلَدِ مُطْلَقًا لِاخْتِلالِ السَّبَبَيْنِ مَعًا فَضْلًا عَنْ أنْ يَصْلُحَ لِأنْ يُعَبَّرَ عَنْهُ بِغُلامٍ؛ قالَ [ البَغْوِيُّ -] في [آلِ عِمْرانَ ]: وقالَ الضَّحّاكُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: كانَ ابْنَ عِشْرِينَ ومِائَةِ سَنَةٍ، وكانَتِ امْرَأتُهُ بِنْتَ ثَمانٍ وتِسْعِينَ سَنَةً؛ وقالَ الرّازِيُّ في اللَّوامِعِ: إنَّ هَذا عَلى الِاسْتِخْبارِ أيُعْطِيهِ اللَّهُ الوَلَدَ بِتِلْكَ الحالِ أمْ يَقْلِبُهُ شابًّا؟ ولِلَّهِ تَعالى في كُلِّ صُنْعٍ تَدْبِيرانِ: أحَدُهُما المَعْرُوفُ الَّذِي يَسْلُكُهُ النّاسُ مِن (p-١٧٦)تَوْجِيهِ الأسْبابِ إلى المُسَبَّباتِ، والآخَرُ يَتَعَلَّقُ بِالقُدْرَةِ المَحْضَةِ، ولا يَعْرِفُهُ إلّا أهْلُ الِاسْتِبْصارِ - انْتَهى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب