الباحث القرآني

ولَمّا كانَ إسْماعِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَدْ رُفِعَ بِالسُّكْنى حَيًّا إلى أعْلى مَكانٍ في الأرْضِ رُتْبَةً، وكانَ أوَّلَ نَبِيٍّ رَمى بِالسِّهامِ، وكانَ إدْرِيسُ عَلَيْهِ السَّلامُ - مَعَ رِفْعَتِهِ إلى المَكانِ العَلِيِّ - أوَّلَ مَنِ اتَّخَذَ السِّلاحَ وقاتَلَ الكُفّارَ، وأوَّلَ مَن نَظَرَ في عِلْمِ النُّجُومِ والحِسابِ، وخَطَّ بِالقَلَمِ، وخاطَ الثِّيابَ ولَبِسَ [الجُبَّةَ -] وكانَ أغْرَبَهم قِصَّةً، وأعْجَبَهم أمْرًا، وأقْدَمَهم زَمَنًا، خَتَمَ بِهِ هَذِهِ القِصَصَ [تَأْيِيدًا لِهَذا النَّبِيِّ الكَرِيمِ، بِما بَيَّنَ لَهُ مِنَ القِصَصِ -] الَّتِي هي أغْرَبُ مِمّا أمَرَ اليَهُودُ بِالتَّعَنُّتِ فِيهِ، وإشارَةً إلى أنَّ اللَّهَ تَعالى يُؤْتِي أتْباعَهُ مِن عُلُومِ إدْرِيسَ الأرْضِيَّةِ والسَّماوِيَّةِ مِمّا يَسْتَحِقُّ أنْ يُحْفَظَ بِالخَطِّ ويُودَعَ بُطُونَ الكُتُبِ لِضِيقِ الصُّدُورِ عَنْ حِفْظِهِ ما لَمْ يُؤْتِهِ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ، وأنَّهُ يَجْمَعُ شَمْلَهُمْ، وتَرْهِيبًا لِلْمُتَعَنِّتِينَ بِأنَّهم إنْ لَمْ يَنْتَهُوا وضَعَ فِيهِمُ السِّلاحَ كَما فَعَلَ إدْرِيسُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِكُفّارِ زَمانِهِ فَقالَ: ﴿واذْكُرْ في الكِتابِ﴾ [أيِ -] الجامِعِ (p-٢١٦)لِكُلِّ ما يُحْتاجُ إلَيْهِ مِن قِصَصِ المُتَقَدِّمِينَ والمُتَأخِّرِينَ ﴿إدْرِيسَ﴾ أيِ الَّذِي هو أبْعَدُ مِمَّنْ تَعَنَّتَ بِهِمُ اليَهُودُ زَمانًا، وأخْفى مِنهم شَأْنًا، وهو جَدُّ أبِي نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ واسْمُهُ حَنُوخُ بِمُهْمَلَةٍ ونُونٍ وآخِرُهُ مُعْجَمَةٌ ﴿إنَّهُ كانَ صِدِّيقًا﴾ أيْ صادِقًا في أقْوالِهِ وأفْعالِهِ، ومُصَدِّقًا بِما أتاهُ عَنِ اللَّهِ مِن آياتِهِ عَلى ألْسِنَةِ المَلائِكَةِ ﴿نَبِيًّا﴾ يُنْبِئُهُ اللَّهُ تَعالى بِما يُوحِيهِ [إلَيْهِ -] مِنَ الأمْرِ العَظِيمِ، رِفْعَةً لِقَدْرِهِ، فَيُنْبِئُ بِهِ النّاسَ الَّذِينَ أُرْسِلَ إلَيْهِمْ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب