الباحث القرآني

﴿وهُزِّي إلَيْكِ﴾ أيْ أوْقِعِي الهَزَّ وهو جَذْبٌ بِتَحْرِيكٍ. ولَمّا كانَ المَقْصُودُ التَّهْوِيلَ لِصَرْفِ فِكْرِها عَمّا دَهَمَها مِنَ الهَمِّ جَعَلَهُ قاصِرًا فَكَأنَّها قالَتْ: ما أهُزُّ؟ إذْ لَمْ يَكُنْ في الجِذْعِ ما يُتَوَقَّعُ نَفْعُهُ بِهَزِّهِ، فَقالَ مُصَرِّحًا بِالمَهْزُوزِ: ﴿بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ [الَّتِي أنْتِ تَحْتَها مَعَ يُبْسِها وكَوْنِ الوَقْتِ لَيْسَ وقْتَ حَمْلِها فَكَأنَّها قالَتْ: ولِمَ ذاكَ؛ فَقالَ -]: ﴿تُساقِطْ عَلَيْكِ﴾ مِن أعْلاها ﴿رُطَبًا جَنِيًّا﴾ طَرِيًّا آيَةً أُخْرى عَظِيمَةً تُطِيبُ النَّفْسَ وتَذْهَبُ بِالحُزْنِ، وتَدُلُّ عَلى البَراءَةِ، والتَّعْبِيرُ بِصِيغَةِ التَّفاعُلِ [فِي قِراءَةِ الجَماعَةِ وحَمْزَةَ -] لِلدَّلالَةِ عَلى [أنَّ -] التَّمْرَ يَسْقُطُ مِنها، ومِن حَقِّهِ أنْ يَكُونَ مُنْتَفِيًا لِأنَّها غَيْرُ مُتَأهِّلَةٍ لِذَلِكَ، فَهو ظاهِرٌ في أنَّهُ عَلى وجْهٍ خارِقٍ لِلْعادَةِ، وقِراءَةُ الجَماعَةِ بِالإدْغامِ تُشِيرُ [مَعَ ذَلِكَ -] إلى أنَّهُ مَعَ شِدَّتِهِ يَكادُ أنْ يُخْفِيَ كَوْنَهُ مِنها لِيُبْسِها وعَدَمِ إقْنائِها، وقِراءَةُ حَمْزَةَ بِالفَتْحِ والتَّخْفِيفِ تُشِيرُ إلى سُهُولَةِ تَساقُطِهِ وكَثْرَتِهِ، وقِراءَةُ حَفْصٍ عَنْ عاصِمٍ بِالضَّمِّ وكَسْرِ القافِ مِن فاعِلٍ، (p-١٩٠)تَدُلُّ عَلى الكَثْرَةِ وأنَّهُ ظاهِرٌ في كَوْنِهِ مِن فِعْلِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب