الباحث القرآني

﴿فَخَرَجَ﴾ عَقِبَ إعْلامِ اللَّهِ لَهُ بِهَذا ﴿عَلى قَوْمِهِ﴾ [أيْ عالِيًا عَلى العِلْيَةِ مِنهم -] ﴿مِنَ المِحْرابِ﴾ الَّذِي كانَ فِيهِ وهو صَدْرُ الهَيْكَلِ وأشْرَفُ ما فِيهِ، وهو مُنْطَلِقُ اللِّسانِ بِذِكْرِ اللَّهِ مُنْحَبِسُهُ (p-١٧٨)عَنْ كَلامِ النّاسِ ﴿فَأوْحى إلَيْهِمْ﴾ أيْ أشارَ بِشَفَتَيْهِ مِن غَيْرِ نُطْقٍ: قالَ الإمامُ أبُو الحَسَنِ الرُّمّانِيُّ في [آلِ عِمْرانَ ]: والرَّمْزُ: الإيماءُ بِالشَّفَتَيْنِ، وقَدْ يُسْتَعْمَلُ في الإيماءِ بِالحاجِبَيْنِ والعَيْنَيْنِ واليَدَيْنِ، والأوَّلُ أغْلَبُ؛ قالَ: وأصْلُهُ الحَرَكَةُ. وسَبَقَهُ إلى ذَلِكَ الإمامُ أبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فَقالَ: وأمّا الرَّمْزُ فَإنَّ الأغْلَبَ مِن مَعانِيهِ عِنْدَ العَرَبِ الإيماءُ بِالشَّفَتَيْنِ، وقَدْ يُسْتَعْمَلُ في الإيماءِ بِالحاجِبَيْنِ والعَيْنَيْنِ أحْيانًا، وذَلِكَ غَيْرُ كَثِيرٍ فِيهِمْ، وقَدْ يُقالُ لِلْخَفِيِّ مِنَ الكَلامِ الَّذِي مِثْلُ الهَمْسِ بِخَفْضِ الصَّوْتِ [الرَّمْزُ -]. ثُمَّ نَقَلَ أنَّ المُرادَ بِهِ هُنا تَحَرُّكُ الشَّفَتَيْنِ عَنْ مُجاهِدٍ - انْتَهى. وهو ظاهِرٌ أيْضًا في الوَحْيِ لِأنَّهُ مُطْلَقُ الإشارَةِ والكِنايَةِ والكَلامِ الخَفِيِّ، فَيَجُوزُ أنْ يَكُونَ وحْيُهُ بِكُلٍّ مِنهُما، لا يَقْدِرُ عَلى غَيْرِ ذَلِكَ في مُخاطَبَتِهِ لِلنّاسِ، فَإذا تَوَجَّهَ إلى مُناجاةِ رَبِّهِ سُبْحانَهُ انْطَلَقَ أحْسَنَ انْطِلاقٍ ﴿أنْ سَبِّحُوا﴾ أيْ أوْجِدُوا التَّنْزِيهَ والتَّقْدِيسَ لِلَّهِ تَعالى بِالصَّلاةِ وغَيْرِها ﴿بُكْرَةً وعَشِيًّا﴾ فَحَمَلَتِ امْرَأتُهُ كَما قُلْنا فَوَلَدَتْ ولَدًا فَسَمّاهُ يَحْيى كَما بَشَّرْناهُ بِهِ فَكَبِرَ حَتّى مَيَّزَ فَقُلْنا:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب