الباحث القرآني

ولَمّا تَقَرَّرَ أنَّهُ لا شَكَّ في قَوْلِهِ: ولا يَقْدِرُ أحَدٌ أنْ يَأْتِيَ بِما (p-٤٨)يُماثِلُهُ فَكَيْفَ بِما يُنافِيهِ مَعَ كَوْنِهِ مُخْتَصًّا بِتَمامِ العِلْمِ وشُمُولِ القُدْرَةِ، حَسُنَ تَعْقِيبُهُ بِقَوْلِهِ عَطْفًا عَلى ﴿قُلِ اللَّهُ أعْلَمُ﴾ [الكهف: ٢٦] ﴿واتْلُ﴾ أيِ اقْرَأْ عَلى وجْهِ المُلازَمَةِ ﴿ما أُوحِيَ إلَيْكَ﴾ وبَنى الفِعْلَ لِلْمَجْهُولِ لِأنَّ الخِطابَ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ وهو عَلى القَطْعِ بِأنَّ المُوحِيَ إلَيْهِ هو اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى ﴿مِن كِتابِ رَبِّكَ﴾ الَّذِي أحْسَنَ تَرْبِيَتَكَ في قِصَّةِ أهْلِ الكَهْفِ وغَيْرِها، عَلى مَن رَغِبَ فِيهِ غَيْرَ مُلْتَفِتٍ إلى غَيْرِهِ واتَّبَعُوا ما فِيهِ واثِقِينَ بِوَعْدِهِ ووَعِيدِهِ وإثْباتِهِ ونَفْيِهِ وعَلى غَيْرِهِمْ. ولَمّا كانَ الحامِلُ عَلى الكَفِّ عَنْ إبْلاغِ رِسالَةِ المُرْسَلِ وِجْدانَ مَن يَنْقُضُها أوْ عُمِّيَ عَلى المُرْسَلِ، قالَ تَعالى: ﴿لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ﴾ فَلا شَكَّ في وُقُوعِها فَلا عُذْرَ في التَّقْصِيرِ في إبْلاغِها، والنَّسْخُ لَيْسَ بِتَبْدِيلٍ بِهَذا المَعْنى بَلْ هو غايَةٌ لِما كانَ ﴿ولَنْ تَجِدَ﴾ أيْ بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ ﴿مِن دُونِهِ﴾ أيْ أدْنى مَنزِلَةٍ مِن رُتْبَتِهِ الشَّمّاءِ إلى آخِرِ المَنازِلِ ﴿مُلْتَحَدًا﴾ أيْ مَلْجَأً ومُتَحَيَّزًا تَمِيلُ إلَيْهِ فَيَمْنَعُكَ مِنهُ إنْ قَصَّرْتَ في ذَلِكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب