الباحث القرآني

﴿قُلِ اللَّهُ﴾ أيِ الَّذِي لَهُ الإحاطَةُ الكامِلَةُ ﴿أعْلَمُ﴾ مِنكم ﴿بِما لَبِثُوا﴾ ثُمَّ عَلَّلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿لَهُ﴾ أيْ وحْدَهُ ﴿غَيْبُ السَّماواتِ والأرْضِ﴾ يَعْلَمُهُ كُلَّهُ عَلى ما هو عَلَيْهِ، ولا يَنْسى شَيْئًا مِنَ الماضِي ولا يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ مِنَ الحاضِرِ، ولا يَعْجِزُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الآتِي، فَلا رَيْبَ فِيما يُخْبِرُ بِهِ. ولَمّا كانَ السَّمْعُ والبَصَرُ مَناطَيِ العِلْمِ، وكانَ مُتَّصِفًا مِنهُما بِما لا يَعْلَمُهُ حَقَّ عِلْمِهِ غَيْرُهُ، عَجِبَ [مِن ذَلِكَ -]بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أبْصِرْ بِهِ وأسْمِعْ﴾ ولَمّا كانَ القائِمُ [بِشَيْءٍ -]قَدْ يَقُومُ غَيْرُهُ مَقامَهُ إمّا بِقَهْرٍ أوْ شِرْكٍ، نَفى ذَلِكَ فانْسَدَّ بابُ العِلْمِ عَنْ غَيْرِهِ إلّا مِن جِهَتِهِ فَقالَ تَعالى: ﴿ما لَهُمْ﴾ أيْ لِهَؤُلاءِ السّائِلِينَ ولا المَسْؤُولِينَ الرّاجِمِينَ بِالغَيْبِ مِن أصْحابِ الكَهْفِ ﴿مِن دُونِهِ﴾ وأعْرَقَ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿مِن ولِيٍّ﴾ يُجِيرُهم مِنهُ أوْ بِغَيْرِ ما أخْبَرَ بِهِ ﴿ولا يُشْرِكُ﴾ أيِ اللَّهُ ﴿فِي حُكْمِهِ أحَدًا﴾ فَيَفْعَلُ شَيْئًا بِغَيْرِ أمْرِهِ أوْ يُخْبِرُ بِشَيْءٍ مِن غَيْرِ طَرِيقِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب