الباحث القرآني

﴿ثُمَّ بَعَثْناهُمْ﴾ أيْ نَبَّهْناهم مِن ذَلِكَ النَّوْمِ ﴿لِنَعْلَمَ﴾ عِلْمًا مُشاهَدًا لِغَيْرِنا كَما كُنّا نَعْلَمُ غَيْبًا ما جَهِلَهُ مَن يَسْألُ فَيَقُولُ: ﴿أيُّ الحِزْبَيْنِ﴾ هم أوْ مَن عَثَرَ عَلَيْهِمْ مِن أهْلِ زَمانِهِمْ ﴿أحْصى﴾ أيْ حَسَبَ وضَبَطَ ﴿لِما﴾ أيْ لِأجْلِ [عِلْمِ] ما (p-٢٠)﴿لَبِثُوا أمَدًا﴾ أيْ وقَعَ إحْصاؤُهُ لِمُدَّةِ لَبْثِهِمْ [فَإنَّهم هم أحْصَوْا لَبْثَهُمْ] فَقالُوا: لَبِثْنا يَوْمًا أوْ بَعْضَ يَوْمٍ، ثُمَّ تَبَرَّؤُوا مِن [عِلْمِ] ذَلِكَ [ورَدُّوهُ إلى عالِمِهِ وأهْلِ البَلَدِ، أحْصَوْا ذَلِكَ بِضَرْبِ النَّقْدِ الَّذِي وُجِدَ مَعَهم أوْ غَيْرِ ذَلِكَ] مِنَ القَرائِنِ الَّتِي دَلَّتْهم عَلَيْهِ، ولَكِنَّهم وإنْ صادَقَ قَوْلُهم ما في نَفْسِ الأمْرِ أوْ قَرِيبًا مِنهُ فَعَلى سَبِيلِ الظَّنِّ والتَّقْرِيبِ، لا القَطْعِ والتَّحْدِيدِ، بِقَوْلِهِ تَعالى ﴿قُلِ اللَّهُ أعْلَمُ بِما لَبِثُوا﴾ [الكهف: ٢٦] فَإذا عُلِمَ بِجَهْلِ كُلٍّ مِنَ الحِزْبَيْنِ بِأمْرِهِمْ [أنَّ] اللَّهَ هو المُخْتَصُّ بِعِلْمِ ذَلِكَ، عُلِمَ أنَّهُ المُحِيطُ بِصِفاتِ الكَمالِ، وأنَّهُ لَمْ يَتَّخِذْ ولَدًا، ولا لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ، وأنَّهُ أكْبَرُ مِن كُلِّ ما يَقَعُ في الوَهْمِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب