الباحث القرآني

ولَمّا أجابَهم سُبْحانَهُ، عَبَّرَ عَنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَضَرَبْنا﴾ أيْ عَقِبَ هَذا القَوْلِ وبِسَبَبِهِ ﴿عَلى آذانِهِمْ﴾ أيْ سَدَدْناها وأمْسَكْناها عَنِ (p-١٩)السَّمْعِ، وكانَ أصْلُهُ؛ ضَرَبْنا عَلَيْها حِجابًا بِنَوْمٍ ثَقِيلٍ لا تُزْعِجُ مِنهُ الأصْواتُ، لِأنَّ مَن كانَ مُسْتَيْقِظًا أوْ نائِمًا نَوْمًا خَفِيفًا وسَمْعُهُ صَحِيحٌ سَمِعَ الأصْواتَ ﴿فِي الكَهْفِ﴾ أيِ المَعْهُودِ. ولَمّا كانَتْ مُدَّةُ لَبْثِهِمْ نَكِرَةً بِما كانَ لِأهْلِ ذَلِكَ الزَّمانِ مِنَ الشِّرْكِ، عَبَّرَ بِما يَدُلُّ عَلى النَّكِرَةِ فَقالَ تَعالى: ﴿سِنِينَ﴾ ولَمّا كانَ رُبَّما ظُنَّ أنَّهُ ذَكَرَ السِّنِينَ لِلْمُبالَغَةِ لِأجْلِ بُعْدِ هَذا النَّوْمِ عَنِ العادَةِ، حَقَّقَ الأمْرَ بِأنْ قالَ مُبْدِلًا مِنها مُعَرَّفًا لِأنَّ المُرادَ بِجَمْعِ القِلَّةِ هُنا الكَثْرَةُ: ﴿عَدَدًا﴾ أيْ مُتَكاثِرَةً؛ قالَ الزَّجّاجُ: كُلُّ شَيْءٍ مِمّا يُعَدُّ إذا ذُكِرَ فِيهِ العَدَدُ ووُصِفَ أُرِيدَ كَثْرَتُهُ لِأنَّهُ إذا قَلَّ فُهِمَ مِقْدارُ عَدَدِهِ بِدُونِ التَّقْدِيرِ فَلَمْ يَحْتَجْ إلى أنْ يُعَدَّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب