الباحث القرآني

ولَمّا كانَ المُرادُ المُؤْمِنِينَ خاصَّةً؛ وإنْ كانَ خِطابًا لِلْمَجْمُوعِ؛ خَصَّ المُشْرِكِينَ كَذَلِكَ؛ فَقالَ: ﴿وإذا﴾؛ أيْ: فَإذا نَعَّمَكم بِأنْواعِ الخَيْرِ كُنْتُمْ عَلى إشْراكِكم بِهِ - سُبْحانَهُ -؛ وإذا ﴿مَسَّكُمُ﴾؛ ولَمْ يَقُلْ: ”أُمِسَّكُمْ“؛ بِالإسْنادِ إلى نَفْسِهِ؛ تَأْدِيبًا لَنا في مُخاطَبَتِهِ بِنِسْبَةِ الخَيْرِ؛ دُونَ الشَّرِّ؛ إلَيْهِ؛ مَعَ اعْتِقادِ أنَّ الكُلَّ فِعْلُهُ؛ وتَنْبِيهًا عَلى أنَّ الشَّرَّ مِمّا يَنْبَغِي التَّبَرُّؤُ مِنهُ؛ والبُعْدُ عَنْهُ؛ ﴿الضُّرُّ في البَحْرِ﴾؛ مِن هَيَجِ الماءِ؛ واغْتِلامِهِ؛ لِعُصُوفِ الرِّيحِ؛ وطُمُوِّ الأمْواجِ؛ ﴿ضَلَّ﴾؛ أيْ: ذَهَبَ؛ وبَطَلَ عَنْ ذِكْرِكُمْ؛ وخَواطِرِكُمْ؛ ﴿مَن تَدْعُونَ﴾؛ مِنَ المَوْجُوداتِ كُلِّها؛ ﴿إلا إيّاهُ﴾؛ وحْدَهُ؛ فَأخْلَصْتُمْ لَهُ الدُّعاءَ؛ عِلْمًا مِنكم أنَّهُ لا يُنْجِيكم سِواهُ؛ ﴿فَلَمّا نَجّاكُمْ﴾؛ مِنَ الغَرَقِ؛ وأوْصَلَكم بِالتَّدْرِيجِ؛ ﴿إلى البَرِّ أعْرَضْتُمْ﴾؛ عَنِ الإخْلاصِ لَهُ؛ ورَجَعْتُمْ إلى الإشْراكِ؛ ﴿وكانَ الإنْسانُ﴾؛ أيْ: هَذا النَّوْعُ؛ ﴿كَفُورًا﴾؛ أيْ: بَلِيغَ التَّغْطِيَةِ لِما حَقُّهُ أنْ يُشْهَرَ؛ فَأظْهَرَ في مَوْضِعِ الإضْمارِ؛ تَنْبِيهًا عَلى أنَّ هَذا الوَصْفَ لا يَخُصُّهُمْ؛ بَلْ يَعُمُّ هَذا النَّوْعَ؛ لِطَبْعِهِ عَلى النَّقائِصِ؛ إلّا مَن أخْلَصَهُ اللَّهُ لَهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب