الباحث القرآني

ثُمَّ وصَلَ بِذَلِكَ الدَّلِيلَ عَلى نِسْبَتِهِ - سُبْحانَهُ - لَهم إلى الجَهْلِ؛ الَّذِي كانَ نَتِيجَةَ قَوْلِهِمْ هَذا؛ فَقالَ (تَعالى): ﴿انْظُرْ﴾؛ ولَمّا كانَ أمْرُهم مِمّا يَزِيدُ العَجَبُ مِنهُ؛ وتَتَوَفَّرُ الدَّواعِي عَلى السُّؤالِ عَنْهُ؛ قالَ (تَعالى): ﴿كَيْفَ ضَرَبُوا﴾؛ أيْ: هَؤُلاءِ الضُّلّالُ؛ ﴿لَكَ الأمْثالَ﴾؛ الَّتِي هي أبْعَدُ شَيْءٍ عَنْ صِفَتِكَ؛ مِن قَوْلِهِمْ: ساحِرٌ؛ وشاعِرٌ؛ ومَجْنُونٌ؛ ونَحْوَهُ؛ ﴿فَضَلُّوا﴾؛ عَنِ الحَقِّ في جَمِيعِ ذَلِكَ؛ ﴿فَلا﴾؛ أيْ: فَتَسَبَّبَ عَنْ ضَلالِهِمْ أنَّهم لا ﴿يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا﴾؛ أيْ: يَسْلُكُونَ فِيهِ؛ إلى إصابَةِ المِحَنِ (p-٤٣٨)فِي مَثَلٍ؛ أوْ إحْكامِ الأمْرِ في عَمَلٍ؛ وهَذا بَعْدَ أنْ نَهاهُمُ اللَّهُ بِقَوْلِهِ (تَعالى): ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثالَ إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وأنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٧٤]؛ فَكَأنَّ هَذا أوَّلُ دَلِيلٍ عَلى ما وصَفْناهم بِهِ مِن عَدَمِ الفَهْمِ؛ والسَّمْعِ؛ فَضْلًا عَنْ أنْ يَكُونَ لَهم إلى مُقاوَمَةِ هَذا القُرْآنِ - الَّذِي يَدَّعُونَ أنَّهُ قَوْلُ البَشَرِ - سَبِيلٌ؛ أوْ يُغَبِّرُوا في وجْهِهِ بِشُبْهَةٍ؛ فَضْلًا عَنْ دَلِيلٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب