الباحث القرآني

ولَمّا كانَ سَبَبُ البُخْلِ خَوْفَ الفَقْرِ؛ وسَبَبُ البَسْطِ مَحَبَّةَ إغْناءِ المُعْطِي؛ قالَ - مُسَلِّيًا لِرَسُولِهِ ﷺ عَمّا كانَ يُرْهِقُهُ مِنَ الإضافَةِ عَنِ التَّوْسِعَةِ عَلى مَن يَسْألُهُ؛ بِأنَّ ذَلِكَ إنَّما هو لِتَرْبِيَةِ العِبادِ بِما يُصْلِحُهُمْ؛ لا لِهَوانٍ بِالمُضَيَّقِ عَلَيْهِ؛ ولا لِإكْرامٍ لِلْمُوَسَّعِ عَلَيْهِ -: ﴿إنَّ رَبَّكَ﴾؛ (p-٤٠٨)؛ أيْ: المُحْسِنَ إلَيْكَ؛ ﴿يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشاءُ﴾؛ البَسْطَ لَهُ؛ دُونَ غَيْرِهِ؛ ﴿ويَقْدِرُ﴾؛ أيْ: يُضَيِّقُ كَذَلِكَ؛ سَواءٌ قَبَضَ يَدَهُ؛ أوْ بَسَطَها؛ ﴿ولَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا في الأرْضِ﴾ [الشورى: ٢٧]؛ ولَكِنَّهُ (تَعالى) لا يَبْلُغُ بِالمَبْسُوطِ لَهُ غايَةَ مُرادِهِ؛ ولا بِالمَقْبُوضِ عَنْهُ أقْصى مَكْرُوهِهِ؛ فاسْتَنُّوا في إنْفاقِكم عَلى عِبادِهِ بِسُنَّتِهِ في الِاقْتِصادِ؛ ﴿إنَّهُ كانَ﴾؛ أيْ: كَوْنًا هو في غايَةِ المُكْنَةِ؛ ﴿بِعِبادِهِ خَبِيرًا﴾؛ أيْ: بالِغَ الخَبْرِ؛ ﴿بَصِيرًا﴾؛ أيْ: بالِغَ البَصَرِ بِما يَكُونُ مِن كُلِّ القَبْضِ؛ والبَسْطِ لَهُمْ؛ مَصْلَحَةً؛ أوْ مَفْسَدَةً.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب