الباحث القرآني

ولَمّا كانَ ذَلِكَ عَسِرًا جِدًّا؛ حَذَّرَ مِنَ التَّهاوُنِ بِهِ؛ بِقَوْلِهِ (تَعالى): ﴿رَبُّكُمْ﴾؛ أيْ: المُحْسِنُ إلَيْكم في الحَقِيقَةِ؛ فَإنَّهُ هو الَّذِي عَطَفَ عَلَيْكم مَن يُرَبِّيكُمْ؛ وهو الَّذِي أعانَهم عَلى ذَلِكَ؛ ﴿أعْلَمُ﴾؛ أيْ: مِنكُمْ؛ ﴿بِما في نُفُوسِكُمْ﴾؛ مِن قَصْدِ البِرِّ بِهِما؛ وغَيْرِهِ؛ فَلا يُظْهِرْ أحَدُكم غَيْرَ ما يُبْطِنُ؛ فَإنَّ ذَلِكَ لا يَنْفَعُهُ؛ ولا يُنْجِيهِ؛ إلّا أنْ يَحْمِلَ نَفْسَهُ عَلى ما يَكُونُ سَبَبًا لِرَحْمَتِهِما؛ ﴿إنْ تَكُونُوا﴾؛ أيْ: كَوْنًا هو جِبِلَّةٌ لَكُمْ؛ ﴿صالِحِينَ﴾؛ أيْ: مُتَّقِينَ؛ أوْ مُحْسِنِينَ في نَفْسِ الأمْرِ؛ والصَّلاحُ: اسْتِقامَةُ الفِعْلِ عَلى ما يَدْعُو إلَيْهِ الدَّلِيلُ؛ وأشارَ إلى أنَّهُ لا يَكُونُ ذَلِكَ إلّا بِمُعالَجَةِ النَّفْسِ؛ وتَرْجِيعِها كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ؛ بِقَوْلِهِ (تَعالى): ﴿فَإنَّهُ كانَ لِلأوّابِينَ﴾؛ أيْ: الرَّجّاعِينَ (p-٤٠٥)إلى الخَيْرِ؛ مَرَّةً إثْرَ مَرَّةٍ؛ بَعْدَ جِماحِ أنْفُسِهِمْ عَنْهُ؛ ﴿غَفُورًا﴾؛ أيْ: بالِغَ السَّتْرِ؛ تَنْبِيهًا لِمَن وقَعَ مِنهُ تَقْصِيرٌ؛ فَرَجَعَ عَنْهُ؛ عَلى أنَّهُ مَغْفُورٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب