الباحث القرآني

ولَمّا أخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ الشَّرِيفَةِ بِما يُشِيرُ إلى التَّوْسِعَةِ عَلى مَن يُرِيدُ مِن أهْلِ الباطِلِ؛ أخْبَرَ بِأنَّهُ قَضى بِذَلِكَ في الأزَلِ؛ تَفَضُّلًا؛ فَقالَ (تَعالى): ﴿كُلا﴾؛ أيْ: مِنَ الفَرِيقَيْنِ؛ مُرِيدَ الدُّنْيا؛ ومُرِيدَ الآخِرَةِ؛ ﴿نُمِدُّ﴾؛ أيْ: بِالعَطاءِ؛ ثُمَّ أبْدَلَ مِن ”كُلًّا“؛ قَوْلَهُ (تَعالى): ﴿هَؤُلاءِ﴾؛ أيْ: الَّذِينَ طَلَبُوا الدُّنْيا؛ نُمِدُّ؛ ﴿وهَؤُلاءِ﴾؛ الَّذِينَ طَلَبُوا الآخِرَةَ نُمِدُّ؛ ﴿مِن عَطاءِ رَبِّكَ﴾؛ أيْ: المُحْسِنِ إلَيْهِ بِجَمِيعِ قَضائِهِ؛ إنْ ضَيَّقَ عَلى مُؤْمِنٍ فَبِالحِمايَةِ مِنَ الدُّنْيا (p-٣٩٨)الفانِيَةِ؛ الَّتِي إنَّما هي لَهْوٌ ولَعِبٌ؛ وإنْ وسَّعَ فَبِالِاسْتِعْمالِ فِيها عَلى حَسَبِ ما يُرْضِيهِ؛ ويُعْلِي كَلِمَتَهُ؛ ﴿وما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ﴾؛ أيْ: المُوجِدِ لَكَ؛ المُدَبِّرِ لِأمْرِكَ؛ ﴿مَحْظُورًا﴾؛ أيْ: مَمْنُوعًا في الدُّنْيا عَنْ مُؤْمِنٍ؛ ولا كافِرٍ؛ بَلْ هو مِلْءُ السَّهْلِ والجَبَلِ؛ مِنَ الذَّهَبِ؛ والفِضَّةِ؛ والحَدِيدِ؛ والنُّحاسِ؛ والجَواهِرِ؛ والثِّمارِ؛ وأقْواتِ النّاسِ؛ والبَهائِمِ؛ وغَيْرِ ذَلِكَ مِمّا لا يُحْصِيهِ إلّا اللَّهُ؛ حَتّى لَوِ اجْتَمَعَ كُلُّ النّاسِ عَلى جَمْعِهِ لَيْلًا ونَهارًا؛ ولَمْ يَكُنْ لَهم شُغْلٌ سِوى ذَلِكَ؛ لَأعْياهُمْ؛ ولَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ؛ فَسُبْحانَ الجَوادِ؛ الواسِعِ؛ المُعْطِي؛ المانِعِ؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب