الباحث القرآني

ولَمّا تَمَّ هَذانِ المَثَلانِ؛ الدّالّانِ عَلى تَمامِ عِلْمِهِ؛ وشُمُولِ قُدْرَتِهِ؛ والقاضِيانِ بِأنَّ غَيْرَهُ عَدَمٌ؛ عَطَفَ عَلى قَوْلِهِ: ”إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ“؛ قَوْلَهُ - مُصَرِّحًا بِتَمامِ عِلْمِهِ؛ وشُمُولِ قُدْرَتِهِ -: ﴿ولِلَّهِ﴾؛ أيْ: هَذا عِلْمُ اللَّهِ في المُشاهَداتِ؛ الَّذِي عُلِمَ مِن هَذِهِ الأدِلَّةِ أنَّهُ مُخْتَصٌّ بِهِ؛ ولِذِي الجَلالِ والإكْرامِ؛ وحْدَهُ؛ ﴿غَيْبُ السَّماواتِ والأرْضِ﴾؛ كَما أنَّ لَهُ وحْدَهُ شَهادَتَهُما؛ فَما أرادَ (p-٢٢١)مِن ذَلِكَ كانَتْ قُدْرَتُهُ عَلَيْهِ كَقُدْرَتِهِ عَلى الشَّهادَةِ مِنَ السّاعَةِ الَّتِي تُنْكِرُونَها اسْتِعْظامًا لَها؛ ومِن غَيْرِهِما بِما فَصَّلَهُ لَكم مِن أوَّلِ السُّورَةِ إلى هُنا؛ مِن خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ؛ وما فِيهِما؛ ﴿وما أمْرُ السّاعَةِ﴾؛ وهي الوَقْتُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ البَعْثُ؛ عَلى اعْتِقادِكم أنَّها لا تَكُونُ اسْتِبْعادًا لَها؛ واسْتِصْعابًا لِأمْرِها في سُرْعَتِهِ عِنْدَ النّاسِ لَوْ رَأوْهُ؛ ولِذا عَبَّرَ عَنْهُ بِالسّاعَةِ؛ ﴿إلا كَلَمْحِ البَصَرِ﴾؛ أيْ: كَرَجْعِ الطَّرْفِ؛ المَنسُوبِ إلى البَصَرِ؛ أيِّ بَصَرٍ كانَ؛ ﴿أوْ هو أقْرَبُ﴾؛ وإذا الخَلْقُ قَدْ قامُوا مِن قُبُورِهِمْ مُهْطِعِينَ إلى الدّاعِي - هَذا بِالنِّسْبَةِ إلى عِلْمِهِمْ وقِياسِهِمْ؛ وأمّا بِالنِّسْبَةِ إلَيْهِ - سُبْحانَهُ - فَأمْرُهُ في الجَلالَةِ والعِظَمِ؛ والسُّرْعَةِ؛ والإتْقانِ؛ يَجِلُّ عَنِ الوَصْفِ؛ وتَقْصُرُ عَنْهُ العُقُولُ؛ ولا شَكَّ فِيهِ؛ ولا تَرَدُّدَ؛ ولِذَلِكَ عَلَّلَهُ بِقَوْلِهِ (تَعالى): ﴿إنَّ اللَّهَ﴾؛ أيْ: المَلِكَ الأعْظَمَ؛ ﴿عَلى كُلِّ شَيْءٍ﴾؛ أيْ: مُمْكِنٍ؛ ﴿قَدِيرٌ﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب