الباحث القرآني

ثُمَّ قالَ - عَطْفًا عَلى ما أنْكَرَهُ عَلَيْهِمْ هُناكَ -: ﴿ويَعْبُدُونَ﴾؛ وأشارَ إلى سُفُولِ المَراتِبِ كُلِّها عَنْ رُتْبَتِهِ - سُبْحانَهُ - فَقالَ (تَعالى): ﴿مِن دُونِ اللَّهِ﴾؛ أيْ: مِن غَيْرِ مَن لَهُ الجَلالُ والإكْرامُ؛ مِمّا هو في غايَةِ السُّفُولِ؛ مِنَ الأصْنامِ؛ وغَيْرِها؛ ﴿ما لا يَمْلِكُ﴾؛ أيْ: بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ؛ ﴿لَهم رِزْقًا﴾؛ تارِكِينَ مَن بِيَدِهِ جَمِيعُ الرِّزْقِ؛ وهو ذُو العُلُوِّ المُطْلَقِ؛ الَّذِي رَزَقَهم مِنَ الطَّيِّباتِ؛ ثُمَّ بَيَّنَ جِهَةَ الرِّزْقِ؛ فَقالَ (تَعالى): ﴿مِنَ السَّماواتِ والأرْضِ﴾؛ ثُمَّ أكَّدَ تَعْمِيمَ هَذا النَّفْيِ بِقَوْلِهِ - مُبْدِلًا مِن ”رِزْقًا“؛ مُبَيِّنًا أنَّ تَنْوِينَهُ لِلتَّحْقِيرِ -: ﴿شَيْئًا﴾؛ ثُمَّ أكَّدَ حَقارَتَهم بِقَوْلِهِ - جامِعًا؛ لِأنَّ ما عَجَزَ عِنْدَ الِاجْتِماعِ فَهو عِنْدَ الِانْفِرادِ أعْجَزُ -: ﴿ولا يَسْتَطِيعُونَ﴾؛ أيْ: لَيْسَ لَهم نَوْعُ اسْتِطاعَةٍ أصْلًا؛ ولَكَ أنْ تَجْعَلَهُ مَعْطُوفًا عَلى ما مَضى مِنَ المُعَجَّبِ مِنهُ مِن أقْوالِهِمْ؛ وأفْعالِهِمْ؛ في قَوْلِهِ: ”ويَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ“؛ ونَحْوِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب