الباحث القرآني

ولَمّا حَكَمَ عَلى الظِّلالِ بِما عَمَّ أصْحابَها مِن جَمادٍ؛ وحَيَوانٍ؛ وكانَ الحَيَوانُ (p-١٧٤)أشْرَفَ مِنَ الجَمادِ؛ رَقّى الحُكْمَ إلَيْهِ بِخُصُوصِهِ؛ فَقالَ (تَعالى): ﴿ولِلَّهِ﴾؛ أيْ: الَّذِي لَهُ الأمْرُ كُلُّهُ؛ ﴿يَسْجُدُ﴾؛ أيْ: يَخْضَعُ بِالِانْقِيادِ لِلْمَقادِيرِ؛ والجَرْيِ تَحْتَ الأقْضِيَةِ؛ وعَبَّرَ بِما هو ظاهِرٌ في غَيْرِ العُقَلاءِ؛ مَعَ شُمُولِهِ لَهُمْ؛ فَقالَ (تَعالى): ﴿ما في السَّماواتِ﴾؛ ولَمّا كانَ المَقامُ لِلْمُبالَغَةِ في إثْباتِ الحُكْمِ عَلى الطّائِعِ؛ والعاصِي؛ أعادَ المَوْصُولَ؛ فَقالَ (تَعالى): ﴿وما في الأرْضِ﴾؛ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ (تَعالى): ﴿مِن دابَّةٍ﴾؛ أيْ: عاقِلَةٍ؛ وغَيْرِ عاقِلَةٍ. ولَمّا كانَ المُقَرَّبُ قَدْ يَسْتَهِينُ بِمَن يُقَرِّبُهُ؛ قالَ - مُبَيِّنًا لِخُضُوعِ المُقَرَّبِينَ؛ تَخْصِيصًا لَهُمْ؛ وإنْ كانَ الكَلامُ قَدْ شَمِلَهم -: ﴿والمَلائِكَةُ﴾ ولَمّا كانَ الخاضِعُ قَدْ يُحْكَمُ بِخُضُوعِهِ؛ وإنْ كانَ باطِنُهُ مُخالِفًا لِظاهِرِهِ؛ قالَ - دالًّا عَلى أنَّ في غَيْرِهِمْ مَن يَسْتَكْبِرُ؛ فَيَكُونُ انْقِيادُهُ لِلْإرادَةِ كَرْهًا؛ وعَبَّرَ عَنِ السُّجُودَيْنِ: المُوافِقِ لِلْأمْرِ والإرادَةِ طَوْعًا؛ والمُوافِقِ لِلْإرادَةِ؛ المُخالِفِ لِلْأمْرِ كَرْهًا؛ بِلَفْظٍ واحِدٍ؛ لِأنَّهُ يَجُوزُ الجَمْعُ بَيْنَ مَفْهُومَيِ المُشْتَرَكِ؛ والحَقِيقَةِ والمَجازِ بِلَفْظٍ -: ﴿وهُمْ﴾؛ أيْ: المَلائِكَةُ؛ ﴿لا يَسْتَكْبِرُونَ﴾؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب