الباحث القرآني

ولَمّا نَبَّهَ عَلى إحْسانِهِ إلَيْهِمْ؛ وكانَ فِيهِ مِن أوَّلِ الأمْرِ نَوْعُ غُمُوضٍ؛ لِظُهُورِ الكَفَرَةِ في بادِي الرَّأْيِ؛ وصَفَهم بِما يُحْتاجُ إلَيْهِ في الِاسْتِجْلابِ لِتَمامِهِ؛ حَثًّا؛ وإلْهابًا؛ فَقالَ (تَعالى) - واصِفًا لِلْمُهاجِرِينَ؛ بَيانًا لِأصْلِ ما حَمَلَهم (p-١٦٦)عَلى ما اسْتَحَقُّوا بِهِ هَذا الأجْرَ الجَزِيلَ -: ﴿الَّذِينَ صَبَرُوا﴾؛ أيْ: اسْتَعْمَلُوا الصَّبْرَ عَلى ما نابَهم مِنَ المَكارِهِ مِنَ الكُفّارِ؛ وغَيْرِهِمْ؛ في الإقامَةِ بَيْنَ أظْهُرِهِمْ مُدَّةً؛ ثُمَّ في الهِجْرَةِ؛ بِمُفارَقَةِ الوَطَنِ؛ الَّذِي هو حَرَمُ اللَّهِ؛ المُشْرَبُ حُبُّهُ لِكُلِّ قَلْبٍ؛ فَكَيْفَ بِقُلُوبِ مَن هو مَسْقَطُ رُؤُوسِهِمْ؛ ومَأْلَفُ أبْدانِهِمْ؛ ونُفُوسِهِمْ؛ وفي بَذْلِ الأرْواحِ في الجِهادِ؛ وغَيْرِ ذَلِكَ؛ ولَفَتَ الكَلامَ إلى وصْفِ الإحْسانِ؛ تَنْبِيهًا عَلى ما يَحْمِلُ عَلى التَّوَكُّلِ؛ فَقالَ (تَعالى): ﴿وعَلى رَبِّهِمْ﴾؛ أيْ: المُحْسِنِ إلَيْهِمْ؛ بِإيجادِهِمْ؛ وهِدايَتِهِمْ؛ وحْدَهُ؛ ﴿يَتَوَكَّلُونَ﴾؛ في كُلِّ حالَةٍ يُرِيدُونَها؛ رِضًا بِقَضاءِ اللَّهِ (تَعالى).
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب