الباحث القرآني

ولَمّا وحَّدَ نَفْسَهُ؛ دَلَّ عَلى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ - شارِحًا لِإيجادِهِ أُصُولَ العالَمِ؛ وفُرُوعَهُ؛ عَلى وجْهِ الحِكْمَةِ -: ﴿خَلَقَ السَّماواتِ﴾؛ أيْ: الَّتِي هي السَّقْفُ المُظِلُّ؛ ﴿والأرْضَ﴾؛ أيْ: الَّتِي هي البِساطُ المُقِلُّ؛ (p-١٠٦)﴿بِالحَقِّ﴾؛ أيْ: بِالأمْرِ المُحَقَّقِ الثّابِتِ؛ لا بِالتَّمْوِيهِ والتَّخْيِيلِ؛ ﴿ألا لَهُ الخَلْقُ والأمْرُ﴾ [الأعراف: ٥٤] ولَمّا كانَ ذَلِكَ مِن صِفاتِ الكَمالِ؛ المُسْتَلْزِمَةِ لِنَفْيِ النَّقائِصِ؛ وكانَ قاطِعًا في التَّنَزُّهِ عَنِ الشَّرِيكِ؛ لِأنَّهُ لَوْ كانَ؛ لَزِمَ إمْكانُ المُمانَعَةِ؛ فَلَزِمَ العَجْزُ عَنِ المُرادِ؛ أوْ وُجُودُ الضِّدَّيْنِ المُرادَيْنِ لَهُما؛ وكُلٌّ مِنهُما مُحالٌ؛ فَإمْكانُ الشَّرِيكِ مُحالٌ؛ ولِأنَّهُما؛ وكُلُّ ما فِيهِما مِلْكُهُ؛ وفي تَصَرُّفِهِ؛ لا نِزاعَ لِمَن أثْبَتَ الإلَهَ في ذَلِكَ؛ تَلاهُ بِقَوْلِهِ - نَتِيجَةً لِذَلِكَ؛ دالَّةً عَلى أنَّهُ (تَعالى) لَيْسَ مِن قَبِيلِ الأجْرامِ -: ﴿تَعالى﴾؛ أيْ: تَعالِيًا فاتَ الوَصْفَ؛ ﴿عَمّا يُشْرِكُونَ﴾ - عَزْيًا عَنِ افْتِتاحِهِ بِالتَّنْزِيهِ كالأُولى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب