الباحث القرآني

ولَمّا كانُوا - لِكَوْنِ الإنْسانِ أكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا - رُبَّما أنْكَرُوا الِاسْتِكْبارَ؛ وادَّعَوْا أنَّهُ لَوْ ظَهَرَ لَهُمُ الحَقُّ لَأنابُوا؛ قالَ - عَلى طَرِيقِ الجَوابِ لِمَن كَأنَّهُ قالَ: إنَّهم لا يَأْبَوْنَ اسْتِكْبارًا ما لا يَشُكُّونَ مَعَهُ في أنَّ هَذا كَلامُ اللَّهِ -: ﴿لا جَرَمَ﴾؛ أيْ: لا ظَنَّ في ﴿أنَّ اللَّهَ﴾؛ أيْ: المُحِيطَ بِكُلِّ شَيْءٍ قُدْرَةً وعِلْمًا؛ ﴿يَعْلَمُ﴾؛ عِلْمًا غَيْبِيًّا؛ وشَهادِيًّا؛ ﴿ما يُسِرُّونَ﴾؛ أيْ: (p-١٣٥)يُخْفُونَ مُطْلَقًا أوْ بِالنِّسْبَةِ إلى بَعْضِ النّاسِ؛ ولَمّا كانَ عِلْمُ السِّرِّ لا يَسْتَلْزِمُ عِلْمَ الجَهْرِ - كَما مَضى غَيْرَ مَرَّةٍ - قالَ: ﴿وما يُعْلِنُونَ﴾؛ فَهو ما أخْبَرَ بِذَلِكَ إلّا عَنْ أمْرٍ قَطْعِيٍّ لا يَقْبَلُ المِراءَ. ولَمّا كانَ في ذَلِكَ مَعْنى التَّهْدِيدِ؛ لِأنَّ المُرادَ: فَلَيُجازِيَنَّهم عَلى دِقِّ ذَلِكَ وجِلِّهِ؛ مِن غَيْرِ أنْ يَغْفِرَ مِنهُ شَيْئًا - كَما يَأْتِي التَّصْرِيحُ بِهِ في قَوْلِهِ: ﴿لِيَحْمِلُوا أوْزارَهم كامِلَةً﴾ [النحل: ٢٥] -؛ عَلَّلَ هَذا المَعْنى بِقَوْلِهِ: ﴿إنَّهُ﴾؛ أيْ: العالِمَ بِالسِّرِّ؛ والعَلَنِ؛ ﴿لا يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ﴾؛ أيْ: عَلى الحَقِّ؛ كائِنًا ما كانَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب