الباحث القرآني

ولَمّا بَيَّنَ لَهم نِعْمَتَهُ بِتَوْسِعَتِهِ عَلَيْهِمْ؛ بِما ضَيَّقُوا بِهِ عَلى أنْفُسِهِمْ؛ بَيَّنَ لَهم نِعْمَةً أُخْرى؛ بِتَمْيِيزِهِمْ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ؛ فَقالَ (تَعالى): (p-٢٧١)﴿وعَلى الَّذِينَ هادُوا﴾؛ أيْ: اليَهُودِ؛ ﴿حَرَّمْنا﴾؛ أيْ: بِعَظَمَتِنا؛ عُقُوبَةً لَهُمْ؛ بِعُدْوانِهِمْ؛ وكَذِبِهِمْ عَلى رَبِّهِمْ؛ ﴿ما قَصَصْنا﴾؛ أيْ: بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ؛ الَّتِي كانَ المَقْصُوصُ بِها مُعْجِزًا؛ ﴿عَلَيْكَ﴾ ولَمّا لَمْ يَكُنْ قَصُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ - مُسْتَغْرِقًا زَمانَ القَبْلِ؛ أدْخَلَ الجارَّ؛ فَقالَ: ﴿مِن قَبْلُ﴾؛ أيْ: في ”الأنْعامِ“؛ ﴿وما ظَلَمْناهُمْ﴾؛ أيْ: الَّذِينَ وقَعَ مِنهُمُ الهَوْدُ؛ بِتَحْرِيمِنا عَلَيْهِمْ ما حَرَّمْنا؛ ﴿ولَكِنْ كانُوا﴾؛ أيْ: دائِمًا؛ طَبْعًا لَهُمْ؛ وخُلُقًا مُسْتَمِرًّا؛ ﴿أنْفُسَهُمْ﴾؛ أيْ: خاصَّةً؛ ﴿يَظْلِمُونَ﴾؛ أيْ: بِالبَغْيِ؛ والكُفْرِ؛ فَضَيَّقْنا عَلَيْهِمْ مُعامَلَةً بِالعَدْلِ؛ وعامَلْناكم أنْتُمْ - حَيْثُ ظَلَمْتُمْ - بِالفَضْلِ؛ فاشْكُرُوا النِّعْمَةَ؛ واحْذَرُوا غَوائِلَ النِّقْمَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب