الباحث القرآني

فَلَمّا بانَتْ بِهَذا فَضِيحَتُهُمْ؛ كانَ كَأنَّهُ قِيلَ: إنَّ مِنَ العَجَبِ إقْدامُهم عَلى مِثْلِ هَذا العارِ؛ وهم يَدَّعُونَ النَّزاهَةَ؛ فَأجابَ بِقَوْلِهِ (تَعالى): ﴿إنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ﴾؛ أيْ: يُصَدِّقُونَ كُلَّ تَصْدِيقٍ؛ مُعْتَرِفِينَ ﴿بِآياتِ اللَّهِ﴾؛ أيْ: الَّذِي لَهُ العَظَمَةُ كُلُّها؛ ﴿لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ﴾؛ أيْ: المَلِكُ الأعْلى؛ الَّذِي لَهُ الغِنى المُطْلَقُ؛ بَلْ يُضِلُّهم عَنِ القَصْدِ؛ فَلِذَلِكَ يَأْتُونَ بِمِثْلِ هَذِهِ الخُرافاتِ؛ فَأبْشِرْ لِمَن بالَغَ في العِنادِ؛ بِسَدِّ بابِ الفَهْمِ والسَّدادِ. ولَمّا كانَ رُبَّما تَوَهَّمَ أنَّهُ لِكَوْنِهِ هو المُضِلَّ لا يُتَوَجَّهُ اللَّوْمُ عَلَيْهِمْ؛ نَفى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿ولَهم عَذابٌ ألِيمٌ﴾؛ أيْ: بِذَلِكَ؛ لِمُباشَرَتِهِمْ لَهُ؛ مَعَ حَجْبِ المُرادِ عَنْهُمْ؛ وخَلْقِ القُدْرَةِ لَهُمْ؛ إجْراءً عَلى عَوائِدِ بَعْضِ الخَلْقِ مَعَ بَعْضٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب