الباحث القرآني

(p-٢٠)ولَمّا كانَ في قَوْلِهِمْ أمْرانِ؛ أجابَ عَنْ كُلٍّ مِنهُما عَلى طَرِيقِ الِاسْتِئْنافِ؛ عَلى تَقْدِيرِ سُؤالِ مَن كَأنَّهُ قالَ: رُبَّما إذًا أجابَهُمْ؛ فَقِيلَ: أجابَ عَنِ الثّانِي؛ لِأنَّهُ أقْرَبُ؛ بِقَوْلِهِ: ﴿ما نُنَـزِّلُ المَلائِكَةَ﴾؛ أيْ: هَذا النَّوْعَ؛ ﴿إلا﴾؛ تَنَزُّلًا مُلْتَبِسًا؛ ﴿بِالحَقِّ﴾؛ أيْ: بِسَبَبِ عَمَلِ الأمْرِ الثّابِتِ؛ وهو مَعْنى ما قالَ البُخارِيُّ؛ في كِتابِ التَّوْحِيدِ: قالَ مُجاهِدٌ: بِالرِّسالَةِ؛ والعَذابِ؛ وأمّا عَلى الرُّسُلِ فَبِالحَقِّ مِنَ الأقْوالِ؛ وأمّا عَلى المُنْذِرِينَ فَبِالحَقِّ مِنَ الأفْعالِ؛ مِنَ الهَلاكِ؛ والنَّجاةِ؛ فَلَوْ نُزِّلُوا عَلَيْهِمْ - كَما اقْتَرَحُوا - لَقُضِيَ الأمْرُ بَيْنَكَ وبَيْنَهُمْ؛ فَهَلَكُوا؛ ﴿وما كانُوا﴾؛ أيْ: الكُفّارُ؛ ﴿إذًا﴾؛ أيْ: إذْ تَأْتِيهِمُ المَلائِكَةُ؛ ﴿مُنْظَرِينَ﴾؛ أيْ: حاصِلًا لَهُمُ الإنْظارُ؛ عَلى تَقْدِيرٍ مِنَ التَّقادِيرِ؛ لِأنَّ الأمْرَ الثّابِتَ يَلْزَمُهُ نَجاةُ الطّائِعِ؛ وهَلاكُ العاصِي في الحالِ؛ مِن غَيْرِ إمْهالٍ؛ وكانَ حِينَئِذٍ يَفُوتُ ما قَضَيْنا بِهِ مِن تَأْخِيرِهِمْ؛ وإخْراجِ مَن أرَدْنا إيمانَهُ مِن أصْلابِهِمْ؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب