الباحث القرآني

ولَمّا أتَمَّ - سُبْحانَهُ - شَرْحَ قَوْلِهِ: ﴿ولِيَعْلَمُوا أنَّما هو إلَهٌ واحِدٌ﴾ [إبراهيم: ٥٢]؛ وما تَبِعَهُ مِنَ الدَّلالَةِ عَلى البَعْثِ؛ شَرَعَ في شَرْحِ ﴿ولِيَذَّكَّرَ أُولُو الألْبابِ﴾ [إبراهيم: ٥٢]؛ بِقِصَّةِ الخَلِيلِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -؛ وما بَعْدَها؛ مَعَ الوَفاءِ بِذِكْرِ المَعادِ؛ تارَةً تَلْوِيحًا؛ (p-٦٥)وتارَةً تَصْرِيحًا؛ والزَّجْرِ عَنْ الِاجْتِراءِ عَلى طَلَبِ الإتْيانِ بِالمَلائِكَةِ - عَلَيْهِمُ السَّلامُ -؛ والِالتِفاتِ إلى قَوْلِهِ: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وهَبَ لِي عَلى الكِبَرِ إسْماعِيلَ وإسْحاقَ﴾ [إبراهيم: ٣٩]؛ في أُسْلُوبٍ شارِحٍ لِما تَعَقَّبَتْهُ هَذِهِ القِصَّةُ؛ فَإنَّ حُصُولَ القُنُوطِ سَبَبٌ لِآيَةِ المَغْفِرَةِ؛ والإخْبارَ بِعَذابِ الأُمَمِ تَمْثِيلٌ لِآيَةِ العَذابِ؛ لِيَزْدَجِرَ المُخاطَبُونَ؛ وأفْرَدَ لَهم ذِكْرَ مَن هو أقْرَبُ إلى بِلادِهِمْ مِمَّنْ يَعْرِفُونَهُ مِنَ المُعَذَّبِينَ؛ لِأنَّهُ أوْقَعُ في النَّفْسِ؛ فَقالَ (تَعالى): ﴿ونَبِّئْهُمْ﴾؛ أيْ: خَبِّرْهم إخْبارًا عَظِيمًا؛ ﴿عَنْ ضَيْفِ إبْراهِيمَ﴾؛ و”الضَّيْفُ“؛ هو المُنْضَمُّ إلى غَيْرِهِ لِطَلَبِ القِرى؛ فَهَؤُلاءِ سُمُّوا بِهَذا الِاسْمِ لِأنَّهم عَلى صُورَةِ الضَّيْفِ؛ فَهو مِن دَلالَةِ التَّضَمُّنِ؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب