الباحث القرآني

ثُمَّ شَرَحَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ - مُضِيفًا جَمِيعَ العِبادِ إلَيْهِ؛ كَما هو الحَقِيقَةُ؛ نافِيًا ما قَدْ يُوهِمُهُ الكَلامُ مِن أنَّ لِإبْلِيسَ عَمَلًا مُسْتَقِلًّا -: ﴿إنَّ عِبادِي﴾؛ أيْ: عامَّةً؛ ﴿لَيْسَ لَكَ﴾؛ أيْ: بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ؛ ﴿عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ﴾؛ أيْ: لِتَرُدَّهم كُلَّهم عَمّا يُرْضِينِي؛ ﴿إلا مَنِ اتَّبَعَكَ﴾؛ أيْ: بِتَعَمُّدٍ مِنهُ؛ ورَغْبَةٍ في اتِّباعِكَ؛ ﴿مِنَ الغاوِينَ﴾؛ وماتَ عَنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ؛ فَإنِّي جَعَلْتُ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانًا بِالتَّزْيِينِ؛ والإغْواءِ؛ وقِيلَ؛ وهو ظاهِرٌ: إنَّ الإضافَةَ لِلتَّشْرِيفِ؛ فَلا تَشْمَلُ إلّا الخُلَّصَ؛ فَحِينَئِذٍ يَكُونُ الِاسْتِثْناءُ مُنْقَطِعًا؛ وفائِدَةُ سَوْقِهِ بِصُورَةِ الِاسْتِثْناءِ - عَلى تَقْدِيرِ الِانْقِطاعِ - التَّرْغِيبُ في رُتْبَةِ التَّشَرُّفِ؛ بِالإضافَةِ إلَيْهِ؛ والرُّجُوعِ عَنِ اتِّباعِ العَدُوِّ؛ إلى الإقْبالِ عَلَيْهِ؛ لِأنَّ ذَوِي الأنْفُسِ الأبِيَّةِ؛ والهِمَمِ العَلِيَّةِ؛ يُنافِسُونَ في ذَلِكَ المَقامِ؛ ويَرَوْنَهُ - كَما هو الحَقُّ - أعْلى مَرامٍ؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب