الباحث القرآني

ولَمّا أفْهَمُ ما تَقَدَّمَ - كَما قُلْنا - الحُكْمَ بِإغْوائِهِ؛ كانَ السّامِعُ كَأنَّهُ قالَ: فَماذا قالَ؟ فَقِيلَ: ﴿قالَ﴾؛ مَنسُوبًا نَفْسُهُ بِالمَعْبُودِ العَلِيِّ - الَّذِي لا يُسْألُ عَمّا يَفْعَلُ؛ وكُلُّ أفْعالِهِ عَدْلٌ وحِكْمَةٌ - بَعْدَ أنْ رَفَعَ نَفْسَهُ عَلى العَبْدِ البَشَرِيِّ: ﴿رَبِّ﴾؛ أيْ: أيُّها المُوجِدُ؛ والمُرَبِّي لِي؛ وعِزَّتِكَ؛ ﴿بِما أغْوَيْتَنِي﴾؛ أيْ: بِسَبَبِ إغْوائِكَ لِي مِن أجْلِهِمْ؛ ولِلِاهْتِمامِ بِهَذا السَّبَبِ قَدَّمَهُ عَلى جَوابِ القَسَمِ الدّالِّ عَلى المُقْسَمِ بِهِ؛ وهو قَوْلُهُ: ﴿لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ﴾؛ أيْ: تَزْيِينًا عَظِيمًا؛ المَعاصِيَ؛ والمُباحاتِ الجارَّةَ إلَيْها؛ الشّاغِلَةَ عَنِ الطّاعَةِ؛ الصّارِفَةَ عَنْها؛ ﴿فِي الأرْضِ﴾؛ أيْ: الَّتِي هي مَحَلُّ الغَفْلَةِ؛ وهم مِنها؛ والشَّيْءُ إلى ما هو مِنهُ أمْيَلُ؛ فَهي بِهَذا التَّقْدِيرِ (p-٥٩)مُساوِيَةٌ لِآيَةِ ”ص“؛ ”فَبِعِزَّتِكَ“؛ والتَّزْيِينُ: جَعْلُ الشَّيْءِ مُتَقَبَّلًا في النَّفْسِ؛ مِن جِهَةِ الطَّبْعِ؛ والعَقْلِ؛ بِحَقٍّ؛ أوْ بِباطِلٍ؛ ﴿ولأُغْوِيَنَّهُمْ﴾؛ أيْ: بِالإضْلالِ عَنِ الطَّرِيقِ الحَمِيدَةِ؛ ﴿أجْمَعِينَ﴾؛ انْتِقامًا لِنَفْسِي؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب