الباحث القرآني

ولَمّا كانَتْ نِعْمَةُ الإيجادِ كافِيَةً في إخْلاصِ العِبادَةِ لِلْمُوجِدِ؛ ثُمَّ لَمْ يَعْتَبِرْها أهْلُ الضَّلالِ؛ أشارَ (تَعالى) إلى نِعْمَةٍ هي أكْبَرُ مِنها؛ وهي التَّفْضِيلُ عَلى جَمِيعِ المَخْلُوقاتِ عَلى وجْهٍ مُبَيِّنٍ لِسَبَبِ الضَّلالِ؛ فَقالَ - عاطِفًا عَلى ما تَقْدِيرُهُ: ”اذْكُرْ هَذا فَإنَّهُ كافٍ في المُرادِ لِكُلِّ ذِي لُبٍّ“ -: ﴿وإذْ﴾؛ أيْ: واذْكُرْ قَوْلَ رَبِّكَ إذْ؛ ﴿قالَ رَبُّكَ﴾؛ أيْ: المُحْسِنُ إلَيْكَ بِتَشْرِيفِ أبِيكَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - لِتَشْرِيفِكَ؛ ﴿لِلْمَلائِكَةِ﴾؛ ولَمّا كانَ مِمّا يُتَوَقَّفُ فِيهِ؛ أكَّدَهُ؛ فَقالَ: ﴿إنِّي خالِقٌ بَشَرًا﴾؛ أيْ: حَيَوانًا غَيْرَ مُلْبَسِ البَشَرَةِ بِما جَعَلَهُ عَلَيْهِ مِنَ الطَّبِيعَةِ عَلى الصُّورَةِ الإنْسانِيَّةِ؛ ﴿مِن صَلْصالٍ﴾؛ أيْ: طِينٍ شَدِيدِ اليُبْسِ؛ ﴿مِن حَمَإٍ﴾؛ أيْ: طِينٍ أسْوَدَ مُنْتِنٍ؛ ﴿مَسْنُونٍ﴾؛ أيْ: مُصَوَّرٍ بِصُورَةِ الآدَمِيِّ في تَجْوِيفِهِ؛ وأعْضائِهِ؛ كَأنَّهُ مَصْبُوبٌ في قالَبٍ؛ قالَ الرُّمّانِيُّ: وأصْلُهُ الِاسْتِمْرارُ في جِهَةٍ مِن قَوْلِهِمْ: ”عَلى سَنَنٍ واحِدٍ“؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب